انقاذ قطاع غزة ضرورة وطنية واخلاقية وانسانية

31 أغسطس 2020آخر تحديث :
انقاذ قطاع غزة ضرورة وطنية واخلاقية وانسانية
انقاذ قطاع غزة ضرورة وطنية واخلاقية وانسانية

حديث القدس

الاوضاع في قطاع غزة تثير أكثر من تساؤل حول دور الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان التابعة لها، وكذلك حول دور الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان، في حين انها تقف متفرجة، بل وفي احيان كثيرة تضع اللوم على الضحية بدلاً من الاحتلال الغاشم.

حتى ان منسق عملية السلام في الشرق الاوسط ميلادينوف حمل المقاومة في قطاع غزة مسؤولية تدهور الاوضاع في القطاع في حين ان السبب الرئيسي لهذا التدهور هو الاحتلال نفسه الذي يفرض الحصار على القطاع منذ حوالي ١٤ عاماً، وقام بتشديده قبل اكثر من عشرة ايام تحت ادعاءات ومزاعم ما أنزل الله بها من سلطان.

ومع تشديد الحصار الظالم الذي زاد من معاناة اهلنا هناك بسبب عدم تزويد محطة الكهرباء بالوقود اللازم وبمنع الصيد في البحر، وغيرها من الاجراءات الاخرى التي لا تمت للانسانية بصلة والتي أثرت على المرضى بشكل مباشر، لأن المشافي هناك بحاجة للكهرباء لتشغيل الاجهزة التي تساعد المرضى كأجهزة غسيل الكلى والتنفس وغيرها الكثير الكثير، جاءت جائحة الكورونا، وازدياد الاصابات في صفوف ابناء شعبنا هناك لتزيد الاوضاع تعقيداً على تعقيد، وتزيد من معاناة اهلنا في غزة هاشم.

فالحالة الوبائية التي يشهدها القطاع تزداد سوءاً وتثير القلق كما وصفها امس مساعد وزيرة الصحة لقطاع غزة فتحي ابو وردة، خاصة مع ازدياد اعداد المصابين بسبب الكثافة السكانية العالية هناك والتي تعد من اكثر المناطق كثافة في العالم.

وهذا الامر يتطلب التحرك العاجل من قبل الكل الفلسطيني على كافة المستويات لانقاذ القطاع من المحن التي تواجهه، والتي تنذر بكوارث اذا لم يتم استغلال الوقت، والضغط على الامم المتحدة والدول الصديقة وكذلك الدول العربية والاسلامية، للحيلولة دون تدهور الاوضاع في القطاع الى الاسوأ.

صحيح ان السلطة الفلسطينية، بعثت منذ ظهور الاصابات من داخل قطاع غزة قبل ايام مستلزمات طبية لمساعدة الاهل هناك، وان لجنة وزارية ستصل القطاع الاسبوع المقبل بتعليمات من الرئيس محمود عباس للاطلاع على الاوضاع الوبائية وتقديم كل ما يلزم من مساعدات، الا ان ذلك لم يعد كافياً في ضوء ازدياد عدد الاصابات.

وصحيح ايضاً ان الضفة الغربية تعاني هي الاخرى من نقص في المستلزمات الطبية، خاصة في ضوء الازمة الاقتصادية والمالية التي تمر بها الحكومة، وانعكاس ذلك على شعبنا، الا انه باستطاعة الكل الفلسطيني ان يضغط ويتحرك على الصعيدين الاقليمي والدولي من اجل ارغام الاحتلال على تخفيف الحصار ومساندة الجهود التي تقوم بها كل من مصر وقطر بهذا الشأن والتي من الممكن ان تحقق بعض النجاحات، والسماح للدول الصديقة والمؤيدة لحقوق شعبنا الوطنية، بتقديم المساعدات للقطاع وكذلك للضفة الغربية التي تعاني هي الاخرى من ممارسات وانتهاكات الاحتلال التي ترقى لمستوى جرائم الحرب.

ان الاوضاع في غزة هاشم باتت لا تحتمل وان المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية ما ستؤول اليه الاوضاع هناك، لانه لا يضغط بالشكل الكافي على الاحتلال، لرفع الحصار الظالم عن اهلنا هناك، والذي ادى الى ازدياد الامراض وحالات الوفاة الى جانب وصول البطالة هناك الى حوالي ٦٥٪ الامر الذي ادى الى فقر مدقع.

فهل يتم انقاذ القطاع مما هو فيه من اوضاع مأساوية وغير انسانية، خاصة وان انقاذه هو ضرورة وطنية واخلاقية وانسانية؟