بقلم: نضال محمد وتد
في الثالث والعشرين من آذار المقبل، سيتوجه الإسرائيليون للمرة الرابعة خلال أقل من عامين لانتخابات عامة جديدة، ستدور المنافسة فيها بالأساس، وربما لأول مرة منذ عقدين، بشكل علني وسافر بين اليمين التقليدي الذي يمثله حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو، وبين اليمين الأكثر تطرفًا والذي يعبّر عنه الوزير الأسبق جدعون ساعر، على رأس حزبه الجديد “أمل جديد”، كما يمثله أيضًا نفتالي بينت الذي أعلن الأربعاء الماضي عن قراره التنافس على رئاسة الحكومة.
وبغض النظر عن جدية فرص نفتالي بينت في إحراز عدد مقاعد أكبر من جدعون ساعر، فإن الخريطة الحزبية كما ترسمها الاستطلاعات للرأي العام في إسرائيل، تنبئ، بحسب المعايير الإسرائيلية، بما لا يقل عن 82 مقعدًا لليمين الخالص، وتُسقط أي احتمال لقوة يمين وسطي (يمثله برأينا حزب ييش عتيد تيلم بقيادة يئير لبيد وموشيه يعالون) أو حزب وسط يسار يمكن أن يتشكل من بقايا كاحول لفان وحزب العمل مع رئيس بلدية تل أبيب، رون حولدائي، يُمكِن له أن يطرح خيارًا ثالثًا في الساحة الحزبية، وأن يشكل أساسًا أو قوة بديلة لحكم اليمين، سواء قاده نتنياهو أم منافسه الجديد غدعون ساعر.
يعني هذا أنها أول انتخابات لن يكون فيها متسع، خلافًا للعقدين الأخيرين، لأن يتحدث الفلسطينيون، والأهم أن ينتظروا تتحقق أمانيهم (أعني قيادة السلطة الفلسطينية تحديدًا) بأن يختار الإسرائيليون السلام، لأن مثل هذا التعبير بالمفهوم المأمول فلسطينيًا لم يعد قائمًا، عمليًا، في القاموس السياسي الإسرائيلي، وبالتالي فإن المشهد الإسرائيلي القائم لا يترك مجالًا لتكرار التعويل والرهان على وهم قوى السلام الإسرائيلية.
سبق أن تحدثنا عن سقوط الوهم وسقوط الرهان على اليسار الإسرائيلي في أكثر من مناسبة كانت آخرها بعيد الانتخابات الأخيرة في إسرائيل في مارس من هذا العام، لكن السلطة الفلسطينية ومن يدور في فلكها من أحزاب عربية في الداخل، وأطراف عربية كثيرة، ظلت تراهن على الوهم المرجو والمأمول من الجنرال بني غانتس ومنحته صك غفران تمثل بالتوصية عليه لتشكيل الحكومة، استغلها لتعزيز بقاء نتنياهو في الحكم مقابل تناوبه في الحكم.
سقط الجنرال غانتس في مكائد نتنياهو، وانتهى به المطاف إلى خيبة أمل كبيرة لمن راهنوا عليه من الإسرائيليين، ومعه سقط أيضًا الوهم بوجود شريك إسرائيلي، فهل تعتبر القيادة الفلسطينية وتبحث عن مسار جديد؟