الانتخابات .. هل هي خشبة خلاص؟

12 يناير 2021آخر تحديث :
الانتخابات .. هل هي خشبة خلاص؟
الانتخابات .. هل هي خشبة خلاص؟

بقلم: حمدي فراج

في مأثورنا الشعبي ان الغريق يتعلق بقشة، فهل موضوعة “الانتخابات” التي قيل ان الرئيس سيمهر مرسومها خلال عشرة ايام قشة انقاذنا؟ فيرتد صدى السؤال : إنقاذنا مم؟

إذا كان انقاذنا من براثن الاحتلال الصهيوني الامريكي الذي تطعم مؤخرا بالنكهة العربية الاسلامية عبر التطبيع، فهذا أمر عبثي، إذ لا يواجه الاحتلال بالانتخابات ، فكيف حين تكون هذه الانتخابات موسمية تجري كل 15 سنة مرة، حتى انها لا تجري على قسيمة واحدة ولا حتى قسيمتين.

الامر يختلف قليلا اذا كانت الانتخابات لانقاذنا من أنفسنا ومن حالة تشرذمنا وانقسامنا الذي طال واستطال حتى كدنا ننسى اننا في الضفة والقطاع ، شعب واحد. وإذا كانت – الانتخابات – ستوقظنا من هجعتنا “الأهل كهفية” من اننا دولة، بل دولتين، بعاصمتين، بجيشين، وشرطتين ومخابراتين، وإذا كانت – الانتخابات – ستخرجنا من الحالة النفسية شديدة الانفصام والابتئاس جراء ما أصابنا منذ وقعنا اتفاقية اوسلو المشؤومة، فلا على ثورة أبقينا ولا على دولة حصلنا، ناهيك عن حالات الفساد والافساد الذي استشرى واصبحت له لجان وهيئات لمحاربته فنراه يزداد، والان مع الكورونا واللقاح فقد وصل السيل زباه، حيث لا تعرف وزيرة صحتنا متى يمكن ان يصل اللقاح في حين ان المحتل الغاصب شرع يوم أمس بتقديم الجرعة الثانية .

ولكن كل هذا لا يستطيع منع عقولنا من التفكير في سؤالين مباشرين الاول لحماس: هل اذا اخفقتم في الانتخابات – وهذا وارد – مستعدون لتسليم سلاح المقاومة وتفكيك الصواريخ واعادة الكورنيت الى اصحابه اذا لم يكن لاسرائيل او لجهة “محايدة” كالاردن او قطر او الامارات او السعودية؟

السؤال نفسه موجه لحركة فتح: هل اذا اخفقتم في الانتخابات – وهذا وارد – ان تسلموا “العهدة” للفائزين والتوقف عن التنسيق مع اسرائيل والانتقال الى الصفوف الخلفية “المعارضة”؟

إن الاجابة عن هذا السؤال، تعفي الكل الفلسطيني من تبعات كل القضايا الاخرى المعلقة منذ حوالي 30 سنة ، منذ الخطوة الاولى في مشوار الألف ميل “مؤتمر مدريد”، مشوار الالف ميل الى الوراء، فالصهيونية التي كانت حركة عنصرية اصبحت حركة تحرر، واسرائيل اصبحت دولة يهودية في الطريق الى ان تتخلص من مليوني عربي فلسطيني، والاستيطان اصبح مدنا منتشرة من شمال الضفة الى جنوبها، والمستوطنون اصبحوا عددا و عدة تعتد بهم الدولة كجيش احتياط لتنفيذ ما تخشى او تخجل من تنفيذه، وعسلها ونبيذها اصبح المطلوب رقم واحد في السوق الخليجي ، ونادي بيتار العنصري في بيت لحم يملكه امير عربي يثبت ولو متأخرا انه أمين على صهيونيته، والقدس اصبحت العاصمة الموحدة، واللاجئون اخرجوا من اللعبة و الوكالة التي انشئت لمساعدتهم، أصبح مطلوبا منهم مساعدتها، والاخوّة العربية مجالا للهزء والتندر.

فماذا لو قررت اسرائيل حل المنتخبين او اعتقالهم، كما فعلت في السابق، بمن فيهم امرأة، خالدة جرار، التي ما زالت معتقلة اداريا حتى ساعة هذا المقال .

وعلى كل حال بقي للمرسوم عشرة ايام، وعندما يأتي الصبي نصلي على النبي!