حان الوقت للخروج من هذه الدوامة!

20 مارس 2021آخر تحديث :
حان الوقت للخروج من هذه الدوامة!
حان الوقت للخروج من هذه الدوامة!

حديث القدس

شهيد آخر في قرية بيت دجن برصاص الاحتلال خلال قمع الاحتلال مسيرة مناهضة للاستيطان امس، واصابات اثر اعتداء قوات الاحتلال على مواطنين خلال تصديهم لاقتحام المستوطنين اللبن الشرقية جنوب نابلس وجريمة اخرى للمستوطنين في الخليل باعتدائهم على شاب خلال تواجده في ارضه قرب مستعمرة سوسيا، واصابات خلال قمع مسيرة كفر قدوم المناهضة للاستيطان، واعتقالات في عدة مناطق … الخ من الممارسات الاسرائيلية التي اقل ما يقال فيها انها جرائم تتناقض مع القانون الدولي، في مشهد بات يتكرر يوميا وفي استهداف واضح للشعب الفلسطيني بوجوده وأمنه وحقوقه.

حقيقة ما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة هي عدوان اسرائيلي شامل ومتواصل امام انظار العالم اجمع خاصة العواصم العربية والاسلامية التي يبدو ان الكثير منها نسي القضية الفلسطينية وتتجاهل هذا التنكيل اليومي والمعاناة الهائلة التي يتعرض لها شعب يفترض انه شقيق لشعوب الأمة العربية والاسلامية هو الشعب الفلسطيني.

السؤال الذي يطرح ازاء هذا الواقع هو: الى متى ستتواصل جرائم هذا الاحتلال ومستعمريه؟ والى متى سيظل الشعب الفلسطيني صابرا ضابطا نفسه عن الرد بالمثل على هذه الجرائم؟ والى متى سيتواصل هذا الصمت الدولي ازاء ما يجري؟ ام ان اي تحرك عربي او اسلامي او دولي مرهون بانفجار الوضع والعودة الى دوامات الفعل ورد الفعل وما ينجم عنها من ضحايا ودمار؟.

ان ما يجب ان يقال هنا للاحتلال وللعالم اجمع ان صبر الشعب الفلسطيني بدأ ينفد وان هذا الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء في عدوانه الشامل على البشر والحجر والشجر والمقدسات والحقوق، وان الأمور باتت على حافة الانفجار، فمن غير المعقول ان يتوقع احد ان يبقى الشعب الفلسطيني مكتوف الايدي او ان يبقى رهينة وعود سلام لا يرى منها سوى القتل والدمار وتهديد مستقبل ابنائه، وهي رسالة واضحة لكل من يعنيه الأمن والاستقرار والسلام في هذه المنطقة.

ومن الواضح ان هذا الاحتلال يقع في خطأ جسيم اذا ما فسر صبر الشعب الفلسطيني على انه ضعف واذا ما فسر اقتصار ردود فعل فصائل وقوى الشعب الفلسطيني على البيانات والمسيرات السلمية على انه ضوء اخضر كي يمضي قدما في عدوانه الشامل.

كما ان ما يجب ان يقال هنا لكل القوى والفصائل الفلسطينية دون استثناء ان هذا التأخير المعيب في انهاء الانقسام وفي التصدي الحقيقي للتحديات التي يفرضها هذا الاحتلال والتي باتت تهدد وجود شعبنا وحقوقه، انما يلعب لصالح الاحتلال على الرغم من الخطوات التي اتخذت حتى الآن في الاتفاق على اجراء الانتخابات الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني بعد اربعة عشر عاما على هذا الانقسام، علما بأن هذا الاحتلال يفرض وقائع يومية على الارض من تهويد للقدس وبناء للمزيد من المستعمرات ومصادرة للمزيد من الاراضي الفلسطينية، والتضييق بكل الوسائل والطرق على معيشة الفلسطينيين باستهداف اقتصادهم ومصادر رزقهم .. الخ.

في المحصلة، حان الوقت للخروج من هذه الدوامة وبدء العمل الجاد للتصدي لهذا الاحتلال ومستعمريه بكل الوسائل المشروعة، كما ان على العالم اجمع ان يتحرك دفاعا عن شرعية مواثيقه وقوانينه وقراراته ودفاعا عن مبادئ العدل والحرية ومن العار ان يجري كل ذلك امام انظار ممثلي العالم في الأمم المتحدة ومجلس الأمن دون قيام المنظمة الدولية بواجباتها ومسؤولياتها القانونية والاخلاقية.