منع الاحتلال وسائل التهوية للأسرى.. حينما يصبح “حر الصيف” عقوبة!

يضاعف منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي إدخال المزيد من وسائل التهوية والتكييف إلى السجون، معاناة الأسرى بفصل الصيف، وتصبح حرارة الصيف عقوبة جماعية تمارس بحق الأسرى، في انتهاك واضح لأبسط حقوقهم.


إصرار على المعاناة


تواصل سلطات الاحتلال منع إدخال مراوح إضافية للأسرى، وتمنع تركيب مكيفات في السجون، خاصة تلك التي تقع في مناطق فيها درجات حرارة ورطوبة عالية، بالتوازي مع سوء التهوية والاكتظاظ، وهو ما يسبب معاناة إضافية للأسرى، يؤكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس لـ”القدس” دوت كوم.


ويقول فارس: “إن عدم التهوية الجيدة ووجود اكتظاظ بعدد الأسرى، وعدم وجود مراوح كافية، وبالتالي فإن ذلك يعني التأثير على الأسرى والتسبب بمعاناة لهم خاصة الأسرى المرضى”.


ووفق فارس، فإن سلطات الاحتلال الإسرئيلي تواصل عدم الاستجابة للمطالب المتكررة بضرورة وجود مراوح إضافية أو تركيب وسائل تكييف، وخاصة في السجون التي تقع بطبيعة وظروف جوية سيئة، فما يؤكد فارس على أنه في حال إن لم يكن هنالك وسائل تبريد أو تكييف فيجب على الأقل العمل على زيادة التهوية وتوسيع النوافذ، لكن إسرائيل لا تستجيب لأحدحتى المؤسسات الدولية والتي لا تمارس ضغطًا على إسرائيل.


حق دولي  مسلوب


من حق الأسرى بحسب حلمي الأعرج مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات” في حديث لـ”القدس” دوت كوم، أن يكون لهم وسائل وظروف معيشية مناسبة كأبسط الحقوق التي تكفلها لهم القوانين الدولية الإنسانية والاتفاقات الدولية، لكن ما يجري بمنع وسائل التبريد والتهوية في الصيف، أو التدفئة في الشتاء، تسبب لهم معاناة صحية ونفسية وجسدية، وربما تستخدمها إسرائيل عقوبة جماعية بحق الأسرى.


ويشير الأعرج إلى أنه في ظل ما نعيشه من تغير مناخي، وفي ظل الاكتظاظ وعدم التهوية المناسبة،، فإن السجون تصبح درجة حرارتها عالية بالصيف، والأسرى بحاجة لمراوح إضافية أو وسائل تكييف، حيث إن تلك المراوح الموجودة أصلاً تكون على حساب الأسير، ولكنها قليلة كذلك.


ويرى الأعرج أنه في ظل الحرارة العالية، فإن كل أسير بحاجة لمروحة لوحده! وهذا يعني زيادة في التكلفة على الأسرى، وأمر مزعج في ظل الاكتظاظ الحاصل، علمًا بأن إيجاد وسائل تهوية أو تدفئة أمر مطلوب من دولة الاحتلال وفق القوانين الدولية وليس من الأسير.


الحر والبرد عقوبة!


أصبحت الظروف الجوية من حر الصيف أو البرد القارس في الشتاء دون وجود وسائل تكييف مناسبة، عقوبة إضافية تمارسها دولة الاحتلال الإسرائيلي على الأسرى، يؤكد حلمي الأعرج.


ووفق الأعرج، فإن عدم وجود وسائل التبريد أو التهوية يسبب معاناة إضافية للأسير، خاصة من المرضى وبالذات ممن يعانون الربو أو الجيوب الأنفية، وفي ظل عدم كفاية التهوية، وفي ظل الاكتظاظ تزداد المعاناة، وما يجري عقوبات جماعية للأسرى تؤثر على حياتهم.


ويشير الأعرج إلى أن إسرائيل تسستفيد من الاكتظاظ الموجود في السجون اقتصاديًا، لأن تقليل الاكتظاظ يعني ذلك أنه يتطلب وجود أقسام أو سجون إضافية، ويعني ذلك موازنات مالية أخرى، وهو ما لا تريده إسرائيلي، منوهًا إلى أن قضية الاكتظاظ في السجون قد ترتقي إلى مستوى التعذيب النفسي للأسير.


وينوه الأعرج إلى أن عدم توفير بيئة حياتية مناسبة للأسير، يفسر أسباب زيادة الأمراض بين الأسرى ومنها الأمراض الخطيرة والمزمنة، وهي معاناة أسبابها مركبة أهمها الإهمال وعدم إيجاد بيئة حياتية مناسبة للأسرىبما يتنافي مع حقوق الإنسان والاتفاقات الدولية.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين

طلبت الحكومة الإسرائيلية أمس تأجيلا آخر للمهلة التي منحتها إياها المحكمة العليا لوضع خطة جديدة …