أميركا.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة وجامعات جديدة على الخط

25 أبريل 2024آخر تحديث :
أميركا.. تصاعد الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة وجامعات جديدة على الخط

تصاعدت الاحتجاجات الطلابية المناصرة للقضية الفلسطينية والمطالبة بوقف إطلاق النار في الجامعات الأميركية من المحيط إلى المحيط، يوم الأربعاء، في سابقة غير معهودة، دون أن يبدوا تراجعا في زخمها في الأفق القريب، الأمر الذي يضع حملة إعادة انتخاب الرئيس الأميركي، جو بايدن في “موقف صعب” “بينما يحاول التوازن بين مساندة إسرائيل من ناحية، وإنهاء الحرب في قطاع غزة من ناحية أخرى” بحسب صحيفة واشنطن بوست.

وامتدت الاحتجاجات مساء الأربعاء، إلى جامعات الغرب الأميركي، مثل جامعة جنوب كاليفورنيا، وجامعة تكساس في ولاية أوستن، وجامعة ميشيغان، وجامعة شيكاغو حيث كان هناك اعتصاما صامتا، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا ( MIT)الذي يعتبر من أهم جامعات العالم، ولم تعد مقتصرة على جامعات مدينة نيويورك  

وكانت الاحتجاجات قد اتسعت، خلال الأسبوع الماضي، مع اعتصام طلاب في جامعات هامة مثل جامعة كولومبيا، وييل، وجامعة نيويورك، وتدخل الشرطة لاعتقال أكثر من 108 طلاب من الطلبة المحتجين، في جامعة كولومبيا، بعد أن دعت، نعمة شفيق، رئيس الجامعة (المصرية الأصل) شرطة مدينة نيويورك لفك الاعتصام والمظاهرة.

وأصدر الطلاب المتظاهرون مجموعة من الشروط لفض الاعتصام: وقف دائم لإطلاق النار في غزة، إنهاء المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل، سحب استثمارات الجامعات من موردي الأسلحة والشركات الأخر؛ قطع العلاقات الأكاديمية مع الجامعات والمعاهد الإسرائيلية، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تم إصدار إجراءات تأديبية بحقهم أو اعتقالهم.

وقامت شرطة نيويورك باقتحام جامعة نيويورك يوم الاثنين الماضي واعتقلا عشرات الطلاب والأساتذة من بينهم الأستاذ سنان أنطون العراقي الأصل الذي نزل إلى ساحة التظاهر لحماية طلابه. وقال أنطون في مقابلات صحفية أن الذين اعتقلوا سيمثلون أمام المحكمة في الأول من الشهر القادم ، إما لمواجهة تهم غير محددة، لإلغاء التهم وأوامر الاعتقال. 

وعلمت القدس من مكتب “الاتحاد الأميركي للحريات المدنية: ACLU  ” يوم الأربعاء ، أن الاتحاد هيأ مجموعة من محاميه عبر الولايات المتحدة للدفاع عن الطلاب والأساتذة الذي اعتقلوا، وأنهم سيتناولون مئات؛ ربما آلاف القضايا في المدن والولايات الأميركية المختلفة. 

وقد اجتذبت الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس من خلفيات اجتماعية ودينية مختلفة، بما في ذلك اليهود والمسيحيين والمسلمين، والذين لا ينتمون إلى أي ديانة، مثل مجموعات “طلاب من أجل العدالة في فلسطين” و”الصوت اليهودي من أجل السلام”، “وإن لم يكن الآن” وهي منظمة يهودية، ومنظمات عديدة ، في حين وجه سياسيون من بينهم أعضاء جمهوريون بارزون في مجلسي النواب والشيوخ، رئيس مجلس النواب الأميركي ، مايك جونسون (جمهوري من ولاية لويزيانا) اتهامات للمتظاهرين بمعاداة السامية، والذي طالب رئيسة الجامعة، نعمة شفيق بالاستقالة إن لم تتمكن من قمع المظاهرات.

وتسلط هذه الاحتجاجات الضوء على “التحديات السياسية التي لايزال بايدن يواجهها جراء دعمه غير المشروط لإسرائيل مع محاولة تحقيق توازن دقيق بين إدانة معاداة السامية في الجامعات ودعم حق الطلاب في الاحتجاج”، وفق صحيفة واشنطن بوست.

وتأتي الاحتجاجات بعد مقتل أكثر من 34 ألف مواطن فلسطيني في قطاع غزة المحاصر، غالبيتهم هم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة أكثر من 75 ألف مواطن، معظمهم أيضا من الأطفال والنساء، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، ودمار 80% من غزة تدميرا شاملا، وذلك منذ الهجوم الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023.

بدوره ، أكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن الرئيس، جو بايدن، يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية، في الوقت الذي تتصاعد فيه احتجاجات طلاب الجامعات ضد الحرب الإسرائيلية في غزة.

واستقطبت الاحتجاجات المستمرة في جامعة كولومبيا في نيويورك اهتمام وسائل إعلامية وسياسيين، بينما خرجت تظاهرات مماثلة في جميع أنحاء البلاد. 

وفي حين يضغط الطلاب على جامعاتهم للتخلي عن أي علاقات مع إسرائيل وعلى إدارة بايدن من أجل وقف لإطلاق النار، قال حلفاء لبايدن وإستراتيجيون ديمقراطيون إن الاحتجاجات محصورة إلى حد كبير بكليات النخبة، وقالوا إنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت معارضة الدعم الأميركي لإسرائيل، خاصة بين الديمقراطيين الشباب، ستؤثر بشكل كبير التأثير على آفاق بايدن الانتخابية، وفق واشنطن بوست.

لكن في الوقت ذاته، فإن كبار مساعدي البيت الأبيض يراقبون عن كثب التقارير بشأن الاحتجاجات، ما يعكس مدى أهميتها لسباق الرئاسة، وفقا لشخص مطلع على الوضع تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته للصحيفة.

وقال البيت الأبيض ومنظمو حملة إعادة انتخاب بايدن إنهم يركزون على إدانة معاداة السامية وضمان شعور الطلاب اليهود بالأمان في الحرم الجامعي، مع تسليط الضوء أيضا على التمييز ضد العرب وإعادة التأكيد على حق الاحتجاج ومعالجة القضية الفلسطينية.

تقول واشنطن بوست “لكن رغم الاهتمام العام بهذه التظاهرات الطلابية، قال مساعدو بايدن إنهم لا يعتبرونها تصعيدا للاحتجاجات التي اندلعت منذ بدء الحرب في أكتوبر، ويعتقدون أنها لم تكن موجهة نحو الرئيس شخصيا” ، فيما “يواجه الرئيس الديمقراطي منذ أشهر انشقاقا داخل القاعدة التقدمية لحزبه، التي تشعر بالغضب لأنه لم يفعل المزيد لوقف حرب إسرائيل على حماس في غزة.

وخلال الانتخابات التمهيدية في ولاية ميشيغان، التي تضم أكبر تجمع للأميركيين العرب في البلاد، اجتذب التصويت الاحتجاجي “غير ملتزم” أكثر من 100 ألف صوت، أي نحو 13.4 في المئة من الأصوات، وفقا لبيانات ذكرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، في تطور لفت انتباه حملة بايدن.

وميشغان ولاية متأرجحة فاز فيها بايدن، عام 2020، بعدما صوت أغلبية ناخبيها لترامب في 2016.

واستطاعت حركة “غير ملتزم” إفساد الفوز الذي حققه الرئيس الديمقراطي في الانتخابات التمهيدية في الولاية وفي ولايات أخرى انتقلت إليها أيضا الحملة، مثل مينيسوتا التي تضم عددا كبيرا من المسلمين، وأفراد الجالية الصومالية، والليبراليين الساخطين على بايدن.

وفي ولاية رود آيلاند، اختار 14.9 في المئة من الناخبين خيار “غير ملتزم “، وهو ما يمثل حوالي 3750 صوتا، وكانت النسبة 12 في المئة في ولاية كونيتيكت.

وفي ولاية ويسكونسن، المتأرجحة الحاسمة، صوت حوالي 8 في المئة على هذا الخيار، وهو ما يمثل نحو 48 ألف صوت، وهي نسبة أكبر من ضعف هامش فوز بايدن بالولاية، عام 2020.

وكان هناك اهتمام أكبر لحملة “التخلي عن بايدن” في ميشيغان مقارنة بويسكونسن، بسبب العدد الكبير من السكان العرب الأميركيين في ميشيغان، لكن منظمي الحملة عملوا على ضمان خسارة بايدن لولاية ويسكونسن أيضا ويرون أن الولاية حاسمة لحرمان بايدن من ولاية ثانية.

وميشيغان وويسكونسن ولايتان متأرجحتان يمكن أن تحددا ما إذا كان بايدن أو ترامب سيصل إلى البيت الأبيض، العام المقبل، وفق ما يعتقده الخبراء .