ذاب الثلج وبانت مآسي عائلة فروخ شرق بيت لحم

غالبا ما يعتبر الثلج نعمة وضيفا مرحبا به رغم ان ان البرد والسقيع يظلان ملازمين له، ومن هنا تطل معاناة ومأساة عائلة فروخ التي تقطن في خيمة شرق بيت لحم بعد ان حرمها الاحتلال الاسرائيلي من بناء منزل يقيها برد الشتاء وحر الصيف.

طوال أيام المنخفض الجوي “جنى” وعائلة فروخ تخوض “حرب البقاء والصمود” في خيمتها المتواضعة، فمياه الامطار تسللت إلى وسطها، والرياح الشديدة كادت تعصف بها، والثلوج اثقلت اعمدتها وهزت كيانها.

الحاج شريف محمود الفروخ (70 عاما) يحرص على البقاء مستيقظا طوال ساعات الليل وهو جالس بالقرب من والدته التي تجاوز عمرها 100 عام، خشية أن يصيبها مكروه، فأصوات الرعد سلبت النوم من العيون والرياح الشديدة والامطار تضرب الخيمة كالرصاص.

خشية الحاج شريف على والدته ليس الامر الوحيد الذي يقض مضجعه، فهناك 36 فردا اخرين من عائلته جلهم من الاطفال ويتوزعون على غرف من الصفيح دائمة الرطوبة وارضيتها باردة جدا، يشغلون باله آناء الليل واطراف النهار.

يقول الحاج شريف “طوال المنخفض الجوي وحتى خلال أيامنا هذه الباردة وخصوصا أثناء الليل لا نستطيع النوم من شدة البرد والرياح القوية التي تضرب بالخيمة”، مضيفا “لا يوجد لدينا كهرباء ونحن في هذه الخيمة منذ قرابة 9 سنوات وفي كل عام يكون المنخفض الجوي أكثر سوء، حاولنا بناء غرفة لكن الاحتلال الاسرائيلي منعنا من ذلك”.

وتسلم الحاج شريف في السنوات القليلة الماضية عدة اخطارات من سلطات الاحتلال الاسرائيلية بوقف اعمال البناء والتهديد بالهدم، كما أنه لا يستطيع بناء غرفة كون الارض التي يستأجرها تقع ضمن المنطقة المصنفة (جيم) الخاضعة لادارة سلطات الاحتلال الذي يمنع البناء عليها إلا بترخيص مسبق.

وعلى بعد امتار قليلة من منزل عائلة فروخ، تقطن المواطنة ليلى عبد المجيد فروخ في غرفة من الصفيح دون أبواب، اكتست باللون الاسود الداكن وغبار مدفأة الخشب وتحملها جدران آيلة للسقوط في اية لحظة من شدة التشققات والفتحات المتباعدة.

تعيش المواطنة ليلى (34 عاما) وحيدة ويتيمة الأب والأم، وتتلقى مساعدات رمزية من وزارة الشؤون الاجتماعية كل شهرين، لكن ذلك لا يساعدها على قضاء حاجاتها الاساسية والمعيشية.

وقالت ليلى “اعيش في هذه الغرفة لوحدي بعد موت أبي وأمي وليس لدي من يعيلني سوى 500 شيكل كل شهرين من وزارة الشؤون الاجتماعية، لكنني احاول سد احتياجاتي الاخرى من فاعلي الخير”.

منطقة المنية تقع شرق بلدة تقوع التي تسكن بها عائلة فروخ ولا تبعد عن وسط مدينة بيت لحم سوى 12 كيلومترا، ولكن المنطقة مازالت محرومة من ادنى مقومات الحياة والبنية التحتية ويعاني اهلها من فقر شديد مما دفعهم إلى السكن في خيم وغرف من الصفيح، وهو ما يسلط الضوء ويطرح تساؤلات حول دور المؤسسات الحكومية والاهلية في تعزيز صمود العائلات الفقيرة التي تسكن في المناطق المهددة بالمصادرة. is estrace a controlled substance.

عن admin

شاهد أيضاً

الحية: حماس ستلقي سلاحها بحال إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بحدود 1967

قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خليل الحية، إن الحركة مستعدة للموافقة على هدنة …