كل الخيارات مفتوحة

بقلم: الدكتور فايز بصبوص الدوايمة

خلال احياء الذكرى الـ 72 للنكبة الفلسطينية وفي لقاء لجلالة الملك مع أشهر الصحف الألمانية والعالمية دير شبيغل، بعث جلالته برسالة غير مسبوقة في الوضوح والإصرار إلى كل من يهمه الأمر في الإقليم والعالم، بأن إقدام الكيان الصهيوني على تنفيذ مخطط ضم أجزاء من الضفة وغور الأردن سيؤدي إلى صدام كبير مع الأردن، وأن كل الخيارات مفتوحة.

هذا الوضوح والإصرار الملكي والذي يصل إلى مستوى التحدي لم تعهده مواطئ السمع لدى الكيان الصهيوني، ولم يألفه بنيامين نتانياهو الذي يزعم أنه روض القيادات الرسمية العربية بالعصى والجزرة فيما يخص مخططاته اتجاه القضية الفلسطينية حتى جاءه الرد الهاشمي الحاسم. وهنا يجب على صناع القرار في الكيان الصهيوني وفي دولته العميقة أن يعيدوا حساباتهم في الاتجاه شرقا نحو الأردن وصلابة موقفه الذي لا يتسم بالتنظير الإعلامي المستهلك، إنما ينسحب إلى التطبيق العملي لكل المواقف الأردنية المعلنة، وغير المعلنة، وهذه ترجمة حقيقية لمفهوم الخطوط الحمر الأردنية والتي لن تسمح أن تمر قضية بمستوى “الضم” دون رد فعل يتماهى ومستوى الحدث والذي يستمد قوته وجبروته من خلال الثقة المطلقة لجلالة الملك بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية والإسناد الشعبي غير المسبوق الذي يترجم في كل يوم ويراكم اصطفاف كبنيان مرصوص خلف قيادته الفذة التي عبرت بكل وضوح عن آمال الشعب الأردني وعن استعداده لتقديم الغالي والنفيس في سبيل القضية الفلسطينية والمقدسات الإسلامية والمسيحية والوصي عليها وحارس بواباتها على مدار التاريخ.

لقد ذهبت الرسالة بعيدا وبشكل مباشر إلى الولايات المتحدة الأميركية حتى تأخذ بعين الاعتبار هذا الموقف الذي وضع خيارات الأردن مفتوحة في التصدي لهذه العنجهية الصهيونية غير المسبوقة.

إن ما جاء في لقاء جلالة الملك وما صرحت به السلطة الفلسطينية من التحلل من كل الاتفاقات مع الكيان الصهيوني في حالة الضم يوضح وللمرة الألف أن التنسيق الأردني والفلسطيني على المستويين الشعبي والرسمي هو قضية مسلمات مستدامة وليست خاضعة في تطورات الواقع السياسي الموضوعية والذاتية، وإن هذا الوضوح في ظل احياء ذكرى النكبة يعني الانغماس الأردني الشامل والكامل مع الشعب الفلسطيني بغض النظر عن الغياب شبه الكلي لمواقف الدول العربية والذي يعيد التذكير بأننا في صف مواجهة واحدة كجسد واحد وبذلك نحن على قناعة مطلقة بان نتائج تلك المواجهة ستكون دون ريب لصالح قوى الحق وأصحاب الرسالة العروبية والإسلامية التاريخية.

ولم يغفل جلالة الملك عن ابراز المستوى المتقدم الذي تبوأه الأردن في معركته ضد وباء كورونا وذًكًر أيضا بالمضمون ان ما قبل كورونا على صعيد العلاقات الدولية السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا يمكن أن يكون كما بعدها فقد أعاد التذكير جلالة الملك بأن التكامل الاممي لا يمكن أن يعطي نتائج حقيقية من أجل الإنسانية إلا إذا كان يعبر عن سلوك سياسي إنساني كحلقة مركزية في منظومة العلاقات الدولية ما بعد كورونا.

كلنا فخر بك جلالة الملك كما تفتخر بنا في كل محفل وكل لقاء وكل تصريح، سنكون خلفك في كل معركة وفي كل مواجهة مهما كان شكلها ومهما كانت عناوينها.

عن “الرأي” الأردنية

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …