فلسطين ليست ملكا لغرينبلات !!

حديث القدس

في حديث لاذاعة الجيش الاسرائيلي، قال جيسون غرينبلات، المبعوث الاميركي السابق الى الشرق الاوسط وأحد الشخصيات الرئيسية التي أعدت «صفقة القرن» انه «إذا ارادت اسرائيل تنفيذ خطة الضم في إطار صفقة القرن فإن عليها ضمان منطقة معينة لإقامة دولة فلسطينية محتملة» معتبراً ان الطريق الأفضل لإسرائيل لفعل ذلك هو بالتنسيق مع الولايات المتحدة الاميركية وفي اطار ما أسماه «خطة السلام» الأميركية، ورد عليه رئيس مجلس المستعمرات في الاراضي المحتلة يوسي دغان قائلاً «ان الذين يخطئون ويريدون اقامة دولة فلسطينية هدفهم إلقاءنا في البحر».

هذه التصريحات الغريبة والمستنكرة التي أطلقها غرينبلات تؤكد مجدداً ان ادارة ترامب تعتقد ان من حقها فرض تنفيذ خطتها على الجانب الفلسطيني وبعيداً عن الشرعية الدولية وقراراتها، كما تعتقد ان من حقها التصرف بحقوق الآخرين ومنح ما لا تملك لمن لا يستحق تماماً على غرار وعد بلفور المشؤوم.

والاغرب ان غرينبلات يقول ان السلطة الفلسطينية رفضت صفقة القرن قبل ان تراها وها هو نفسه يعطي لإسرائيل الحق بضم أجزاء واسعة من الاراضي المحتلة في اطار نفس الخطة بمنطق املاء الخطة على الجانب الفلسطيني، علماً ان السلطة الوطنية أعطت إدارة ترامب فرصة لطرح مقترحات عادلة لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واستقبلت الرئيس ترامب في بيت لحم إلا ان ترامب وإدارته قاما بخطوات خطيرة ومفاجئة بعد ذلك وفي مقدمتها الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الاسرائيلي ونقل السفارة الاميركية من تل أبيب اليها وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن وقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية وحتى عن مستشفيات القدس المحتلة ثم بدأت بالعمل على محاولة تصفية قضية اللاجئين واعطاء الضوء الاخضر لنتنياهو وحكومته لبناء المزيد من المستعمرات ثم بدأت هذه الادارة على لسان سفيرها في اسرائيل ديفيد فريدمان ووزير خارجيتها جورج بومبيو وعلى لسان غرينبلات نفسه بالحديث عن ان الاراضي المحتلة ليست محتلة وان من حق اسرائيل الاستيطان فيها بما يناقض ما أجمع عليه المجتمع الدولي وقراراته بما في ذلك القرار ٢٣٣٤ الصادر عن مجلس الامن الذي لم تعارضه الولايات المتحدة والذي اعتبر القدس جزءا من الاراضي المحتلة وأدان كل أشكال الاستيطان الاسرائيلي.

كل ذلك جرى قبل ان تعلن الادارة الاميركية خطتها وبالتالي رفضت السلطة الوطنية مواصلة الاتصالات مع هذه الادارة الاميركية طالما تتبنى مثل هذه المواقف المعادية للشعب الفلسطيني وللشرعية الدولية. وجاء الاعلان عن صفقة القرن ليؤكد مصداقية الموقف الفلسطيني وحقيقة الانحياز الاميركي السافر للاحتلال ومناهضة ادارة ترامب للمجتمع الدولي وقراراته.

ان ما يجب ان يقال هنا لغرينبلات وترامب وللمستعمرين الذين تحدث دغان بإسمهم ان فلسطين ليست ملكاً لكم حتى تتصرفوا بها كما تشاؤون، وان من يريد السلام والعدل لا يطرح مقترحات أقل ما يقال فيها ان نتنياهو وفريدمان وغرينبلات وغيرهم من عتاة الصهيونية هم من أعدوها لتكريس الاحتلال وتصفية القضية الفلسطينية.

ومن الواضح ان تصريحات غرينبلات تكشف نوايا هذه الادارة الموالية للصهيونية بأن ما طرحته من مقترحات خطيرة انما طرحته كي يُفرض تنفيذه على الارض بغض النظر عن الرفض الفلسطيني

وأخيراً فإن ما يجب ان يقال ايضاً ان شعبنا الفلسطيني الصامد المناضل سيواصل طريقه نحو انتزاع حقه في تحرير أرضه وانتزاع حريته واستقلاله وسيادته الكاملة على ترابه الوطني، شاء غرينبلات وأمثاله ممن يتبنون بوضوح نهج استعماري عفا عليه الزمن أم أبوا.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …