جريمة قتل الشهيدة السمودي

حديث القدس

الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق ابناء شعبنا لا تعد ولا تحصى، وتتخذ اشكالا عدة ، من قتل واصابات بالرصاص الحي والمطاطي واعتقالات وتعذيب واحتجاز على الحواجز ومداهمات واقتحامات وغيرها الكثير، الى جانب الاستيطان السرطاني وهدم المنازل ومصادرة الاراضي والضم الزاحف والاسرلة والتهويد وتدنيس المقدسات واقتحامات الاقصى وتقسيم الحرم الابراهيمي في الخليل.. الخ.

واخر هذه الجرائم، جريمة قتل الشهيدة داليا السمودي بدم بارد وهي في منزلها واثناء محاولتها حماية طفليها من قنابل الغاز الذي اطلقته قوات الاحتلال اثناء اقتحامها منطقة الجابريات في جنين واطلاقها الرصاص الحي على الشبان الذين تصدوا لها.

ان هذه الجريمة النكراء تعتبر جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي ومحكمة جرائم الحرب الدولية. وتمارس دولة الاحتلال جرائمها على مرأى ومسمع من العالم ، ومحكمة جرائم الحرب هذه غير آبهة لا بقرارات الأمم المتحدة ولا بالقوانين والاعراف المنصوص عليها في المنظمة الدولية.

ولولا الدعم الذي تلقاه دولة الاحتلال من الولايات المتحدة الامريكية وخاصة ادارة الرئيس ترامب، وكذلك الصمت الدولي على هذه الجرائم والاكتفاء ببيانات الرفض والادانة والاستنكار التي اصبحت لا تعير لها دولة الاحتلال اي اهمية، لولا ذلك لما اقدمت هذه الدولة المحتلة على جرائمها بحق شعبنا الذي يعاني من ويلات هذا الاحتلال الغاشم.

ان على منظمات حقوق الانسان المحلية والعربية والعالمية التحرك على كافة الاصعدة من اجل العمل على تحقيق دولي في هذه الجرائم بما في ذلك جريمة امس بحق الأم والشابة داليا السمودي التي تركت وراءها طفلين ليصبحا يتيمي الأم.

وعلى الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان التحرك من اجل الانتصار لمبادئها التي في نظر الاحتلال، هي مجرد شعارات وان هذه الدول هي في الحقيقة ، بل ان معظمها يدعم دولة الاحتلال ولولا هذا الدعم لما استمر هذا الاحتلال الغاشم والذي يتباهى بعمليات القتل بحق شعبنا.

وعلى الرغم من هذه الجرائم التي يندى لها جبين الانسانية، والصمت الدولي الذي يشجع الاحتلال على مواصلة ارتكاب جرائمه، الا ان شعبنا سيبقى صامدا فوق ارضه، ارض الآباء والاجداد وسيفشل كافة مؤامرات الاحتلال وحليفته الولايات المتحدة الامريكية في تصفية قضيته وترحيله عن وطنه الذي لا وطن له سواه.

ولن ينسى شعبنا مثل هذه الجرائم، وكذلك الصمت الدولي، ولن يغفر لأحد، وسيحقق كامل حقوقه الوطنية الثابتة مهما غلت التضحيات.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …