حوار القاهرة والآمال والتطلعات المرجوة

حديث القدس

تبدأ اليوم في قاهرة المعز جلسات الحوار الوطني الفلسطيني بين ممثلي كافة الفصائل الفلسطينية بهدف تذليل العقبات أمام إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني وفقاً للمرسوم أو المراسيم الرئاسية التي أصدرها الرئيس محمود عباس.

وهناك آمال كبيرة سواء من قبل شعبنا أو فصائل العمل الوطني والاسلامي على تذليل هذه العقبات لتكون ليس فقط من اجل اجراء الانتخابات التي هي استحقاق قانوني وجماهيري، بل أيضاً من اجل انهاء الانقسام الفلسطيني المدمر والذي ألحق الضرر الكبير بقضيتنا الوطنية وفرق شعبنا وقيادتنا سياسياً وجغرافياً.

صحيح انه جرى في السابق وعلى مدار ١٤ عاماً من الانقسام الاسود، العديد من المحاولات لإنهاء هذا الإنقسام، وتدخلت عدة دول عربية واسلامية وصديقة من أجل ذلك، إلا أن هذه المحاولة الجادة من قبل جميع الفصائل تجعلنا جميعاً متفائلين ويحدونا الأمل بأن تسفر الحوارات عن الوصول الى نتائج وحدوية لصالح شعبنا وقضيته العادلة والواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار.

كما يحدو الجميع الأمل بأن يتم الاتفاق على برنامج عمل سياسي يتم تجسيده على ارض الواقع، لإعادة الاعتبار للقضية، ولوضع حد لغطرسة الاحتلال الذي استغل الانقسام أبشع استغلال من حيث العمل على تعميقه وتنفيذ العديد من الجرائم بحق أبناء شعبنا والارض والمقدسات وتوسيع وتسريع الاستيطان في كافة ارجاء الضفة الغربية بما في ذلك مدينة القدس.

ان الاتفاق على برنامج عمل حد أدنى من قبل الجميع هو ضرورة ملحة وعاجلة حتى يتم انجاح الانتخابات والتي يأمل الجميع بأن يكون للشباب دور في هذه الانتخابات، لأن المستقبل هو لهم ولأن الشباب لديهم من القدرات والطاقات ما يجعلهم يساهمون في المسيرة الوطنية والنضالية بدعم من القيادات الحالية وبتطعيم ما بين الحالي والقادم أو المستقبل.

فبدون الاتفاق على برنامج عمل مشترك بعد ان يتم تذليل كافة العقبات التي تعترض الانتخابات والتي من أبرزها الاحتلال وانتهاكاته ومحاولاته منع اجراء هذه الانتخابات في القدس، فإن أية انتخابات ستؤدي بالنتيجة الى تعميق الخلافات بين مختلف الفصائل وابقاء الانقسام على حاله وهذا ما يشجع الاحتلال على مواصلة انتهاكاته خاصة في ظل انعطافات المجتمع الاسرائيلي نحو اليمين المتطرف والعنصري كما هو الحال راهناً وفي المستقبل، حيث تشير كافة الدلائل بأن الانتخابات الاسرائيلية القادمة ستكون المنافسة بين المتطرف واليمين العنصري الذي يسعى الى تصفية قضية شعبنا.

اننا على ثقة بأن جميع الفصائل تعلم علم اليقين بأن الوقت لا يعمل لصالح التشرذم والانقسام وان وحدة الصف الوطني هي الأساس في السير بقضية شعبنا نحو بر الأمان.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …