موقف أردني آخر مشرّف

حديث القدس

التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الاردني خلال محادثاته مع وزير الخارجية الصيني أمس وأكد فيها مجددا ان لا بديل عن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس، وإقراره بأن الأردن منع تحليق طائرة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في الأجواء الأردنية اثر قيام الاحتلال الاسرائيلي بعرقلة زيارة ولي العهد الحسين بن عبد الله للمسجد الأقصى مساء الأربعاء، تأتي هذه التصريحات بعد الأزمة التي افتعلتها اسرائيل وحاولت خلالها فرض شروط معينة على زيارة ولي العهد للأقصى بما في ذلك التنغيص على المقدسيين في ذكرى الاسراء والمعراج وهو ما رفضه الأردن وعبر عن ذلك الصفدي بقوله لشبكة «سي ان ان» موجها حديثه لنتنياهو: «أنت تخرق اتفاقا مع الأردن، تعرقل زيارة دينية لولي العهد للمسجد الأقصى، وتخلق شروطا تكون معها الزيارة غير ممكنة في يوم مقدس للمسلمين، ثم تتوقع أن تأتي الى الأردن وأن تطير من فوقه< هذا ليس جديا».

هذا الموقف الجديد المشرف للأردن الذي عبر عنه الصفدي وعبرت عنه المملكة برفضها الخضوع للشروط الاسرائيلية انما يشكل امتدادا لسلسلة طويلة من المواقف الأردنية المشرفة التي طالما اتخذها الأردن الشقيق سواء في عهد العاهل الأردني الراحل الملك حسين أو في عهد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، دعما لفلسطين وشعبها، ودفاعا عن القدس والأقصى وهو ما يعبر عن العلاقة الوثيقة بين الشعبين الشقيقين الأردني والفلسطيني وقيادتيهما، كما يعبر عن حرص الأردن الشقيق على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا على أساس قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الاسرائيلي غير المشروع للأراضي الفلسطينية منذ حزيران عام 1967 وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

إن ما يجب أن يقال هنا أن الشعب الفلسطيني وقيادته يثمنان هذه المواقف الأردنية الشريفة والشجاعة في مواجهة هذه الغطرسة الاسرائيلية، وأن الشعبين الاردني والفلسطيني يقفان معا في نفس الخندق دفاعا عن الحق والعدل ودفاعا عن القدس والأقصى.

واذا ما توهم نتنياهو ان بإمكانه إملاء شروطه المرفوضة على الأردن الشقيق أو على فلسطين فقد جاءت الصفعة الأردنية المدوية لتفهم نتنياهو وغيره من قادة اسرائيل أن الأردن الشقيق لا يمكن أن يفرط بأي حق من الحقوق الفلسطينية ولا يمكن أن يتخلى عن دوره في حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في المدينة المقدسة ولا يمكن أن يساوم على قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية.

إن ما يجب أن يفهمه هذا الاحتلال وحكومته برئاسة نتنياهو أن هذا الموقف الأردني الفلسطيني الصلب الذي شكل على الدوام نواة للموقف العربي والاسلامي من القضية الفلسطينية لا يمكن المساومة عليه وأن اسرائيل لا يمكنها ان تتمتع بعلاقات طبيعية مع العالم العربي طالما تواصل انتهاكاتها الجسيمة في الأراضي المحتلة وطالما تواصل المساس بالمسجد الاقصى وباقي المقدسات الاسلامية والمسيحية، وهي رسالة جسّدها الأردن بمواقفه طوال الوقت وآخرها خلال اليومين الماضيين.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …