هم في مأزق سياسي وغطرسة استيطانية ونحن نتفرج ونستنكر !

حديث القدس

تعاني اسرائيل في هذه الأيام من أزمة تشكيل الحكومة بعد ان فشل نتنياهو في اقامتها وقد انتهت المدة القانونية الممنوحة له، ورئيس الحكومة البديل ليس واثقا ايضا من أغلبية برلمانية وذلك لأن الأحزاب كلها تركض وراء مصالحها الخاصة، ولا شيء آخر، وهم يخافون من الاضطرار الى اجراء انتخابات جديدة، ولهذا يتشاورون وينسقون لكي يقيموا حكومة مهما تكن الظروف وتجنب انتخابات جديدة.

وسط هذا المأزق السياسي، فانهم لا يتوقفون عن ممارساتهم الاستيطانية ومصادرة المنازل وتهجير المواطنين، فهم في منطقة الشيخ جراح حيث اعتصم أصحاب الدور المهددة بالمصادرة، قامت قوات الاحتلال باغلاق كل مداخل المنطقة، واعتدت على المعتصمين هناك واعتقلت عددا منهم.

ومن ناحية اخرى فقد صادقت لجنة برلمانية على قانون لشرعنة البؤر الاستيطانية العشوائية بالضفة وعددها ما لا يقل عن 124 مستوطنة عشوائية وقد أقيمت جميعها بدون موافقة حكومية رسمية وشرعتها لتعطيها هذه المصادقة المطلوبة لكي تتحول الى مستوطنات «قانونية» حسب مفاهيمهم.

وفي الوقت نفسه، قررت الحكومة الاسرائيلية مصادرة آلاف الدونمات لاقامة وتوسيع مستوطنتين في منطقة بيت لحم، وتحديدا مصادرة 1152 دونما.

أي ان الأزمة في تشكيل الحكومة لم تمنعهم من مواصلة مصادرة الأرض والتوسع الاستيطاني الذي يعتبرونه قضيتهم الأولى، والقضية الأولى فعلا التي تدمر كل فرص السلام، واقامة الدولة الفلسطينية ونظل نركض وراء الأوهام والشعارات ونحن نرى أن الأرض تضيع والعالم يؤيدهم أو لا يتحرك عمليا لوقف هذه الممارسات المدمرة.

ان القضية هي مسؤولية السلطة الوطنية، اولا والأمة العربية والاسلامية لاحقا، للعمل ضد هذه الممارسات والعمل على وقفها فعلا وعدم الاكتفاء بالادانة والاستنكار ومناشدة الرأي العام الدولي الذي يعرف ان من لا قوة له لا صوت له.

المطلوب، اعادة تقييم شاملة وحقيقية للأوضاع واتخاذ الخطوات اللازمة مهما تكن .. !!

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …