حكومة بينيت – لابيد الجديدة وسابقاتها وجهان لعملة واحدة

حديث القدس

مع تنصيب الحكومة الاسرائيلية الجديدة مساء امس برئاسة نفتالي بينيت، تكون حقبة بنيامين نتنياهو قد انتهت كأطول حقبة رئيس وزراء حكما في دولة الاحتلال حيث مكث في سدة الحكم 12 عاما على التوالي قبل ذلك مدة ثلاث سنوات.
وبانتهاء حقبة نتنياهو يكون الستار قد اسدل عن حكم حزب الليكود الذي ينتمي اليه، بل ويترأسه رئيس الوزراء المنتهية ولايته، والتي كانت كلها ضد شعبنا الفلسطيني سواء في المناطق المحتلة عام 1967 او في الداخل الفلسطيني الذي انتفض الشهر الماضي تأييدا ومساندة لانتفاضة القدس، واحتجاجا على سياسات حكومات اليمين الاسرائيلي المتطرف والعنصري برئاسة نتنياهو.
صحيح ان الجميع مرتاح لهزيمة نتنياهو الذي سن القوانين العنصرية ضد الفلسطينيين وصعد من وتيرة الاستيطان والضم والتوسع والمس بالمقدسات وفي مقدمتها المسجد الاقصى والحرم الابراهيمي الشريف، وضرب بعرض الحائط الاتفاقات الموقعة مع الجانب الفلسطيني ووضع العراقيل، بل سد الطريق امام مباحثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية، وسلح المستوطنين وساهم من خلال اجهزة القمع الاسرائيلية في اعتداءات قطعان مستوطنيه على ابناء شعبنا واقتلعوا الاشجار وهاجموا البلدات والقرى وحرقوا الارض، في محاولة يائسة للنيل من عزيمة واصرار شعبنا، ولجعله يرفع الراية البيضاء، ولكن دون جدوى ، فشعبنا المناضل لا يمكنه ان يستسلم مهما بلغت جرائم الاحتلال.
وصحيح ايضا ان الحكومة الجديدة التي اطاحت بنتنياهو هي حكومة لا تقل يمينية وعنصرية عن حكومته الاكثر يمينية وعنصرية ضد الفلسطينيين عامة، رغم انها تضم ولأول مرة قائمة عربية، الا ان ما جمع هذه القوائم والاحزاب ذات الايديولوجيات المختلفة هو رغبتها في الانتقام الشخصي من نتنياهو وازاحته عن رئاسة الوزراء باي ثمن.
وهذا يعني ان سياسات الحكومة الجديدة مختلفة الايديولوجيات ستكون نفس سياسات حكومات نتنياهو ان لم تكن اسوأ من ذلك بكثير، خاصة وان العديد من وزرائها كانوا في السابق اعضاء في حكومة نتنياهو وشنوا حروبا عدوانية على قطاع غزة ومارسوا القمع والعدوان الآثم على ابناء شعبنا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ومنهم من ارتكب جرائم حرب بحق شعبنا ستناله يوما ما يد العدالة.
وبصريح العبارة، فان الحكومة الجديدة ، وحكومات نتنياهو المتعاقبة، وجهان لعملة واحدة، هدفها تصفية قضية شعبنا، والتهرب من طريق السلام، والمفاوضات السلمية، معتقدة بان غطرسة القوة يمكن ان تحقق لها شيئا، غير متعظة من نتائج عدوانها الشهر الماضي على قطاع غزة والذي الحق هزيمة نكراء بقوة الردع الاحتلالية.

عن Amer Hijazi

شاهد أيضاً

العرب وإسرائيل وبناء السلام الإيجابي

بقلم:د. ناجي صادق شراب الفرضية الرئيسية التي يقوم عليها البناء الإيجابي للسلام، هي العمل على …