توقيف شاب يشتبه بأنه قام بتسريب وثائق سرية أميركية

14 أبريل 2023آخر تحديث :
TOPSHOT - This photo illustration created on April 13, 2023, shows the suspect, national guardsman Jack Teixeira, reflected in an image of the Pentagon in Washington, DC. FBI agents on Thursday arrested a young national guardsman suspected of being behind a major leak of sensitive US government secrets -- including about the Ukraine war. US Attorney General Merrick Garland announced the arrest made "in connection with an investigation into alleged unauthorized removal, retention and transmission of classified national defense information." (Photo by Stefani REYNOLDS / AFP)

يمثل جاك تيشيرا (21 عامًا) الذي يشتبه بأنه تسبّب بواحدة من أخطر فضائح تسريب وثائق سرية منذ عشر سنوات في الولايات المتحدة، أمام القضاء الجمعة غداة توقيفه.


وأعلن وزير العدل الأميركي ميريك غارلاند أن هذا الموظف الصغير في الحرس الوطني الجوي “اعتقل من دون حوادث” الخميس في بلدة دايتون الريفية جنوب بوسطن في ولاية ماساتشوستس (شمال شرق).


وبثت قنوات التلفزة الأميركية عملية توقيفه مباشرة.


وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنه يشتبه بأن الشاب تسبّب “بخطر جسيم” على الأمن القومي للولايات المتحدة، عبر نشر وثائق سرية على الإنترنت حول الحرب في أوكرانيا تكشف أيضا أن واشنطن تجمع معلومات عن حلفائها بمن فيهم إسرائيل وكوريا الجنوبية.


وتعدّ هذه واحدة من القضايا المحرجة جدا لحكومة الرئيس جو بايدن.


وذكر مصدر في وزارة العدل الأميركية أن الشاب يمكن أن يمثل أمام محكمة في ماساتشوستس الجمعة.


وبثت القنوات التلفزيونية لقطات جوية لعملية توقيفه الخميس. ويظهر في اللقطات رجل وضع يديه على رأسه ويرتدي قميصًا رماديًا وسروالًا قصيرًا أحمر يتراجع ببطء نحو عناصر مسلحين ببزات تمويه قبل اعتقاله ثم اقتياده إلى سيارة.


وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يقوم بزيارة لإيرلندا أُطلع على عملية توقيف الشاب.
وكان بايدن صرّح قبل ذلك عن قلقه إزاء عملية التسريب.


وفتحت وزارة العدل الأميركية تحقيقا جنائيا بعد تسريب الوثائق.


وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأربعاء أن التسريب من فعل شاب يعمل في قاعدة عسكرية وقام بمشاركة معلوماته على مجموعة خاصة عبر الإنترنت على شبكة التواصل الاجتماعي “ديسكورد”. وباسم مستعار هو “أو جي” نشر المشتبه به لأشهر وثائق صادرة عن القاعدة العسكرية التي يعمل فيها.


وقال الحرس الوطني إن جاك تيشيرا الذي تم توظيفه في أيلول/سبتمبر 2019 اختصاصي في الكومبيوتر والاتصالات وحصل على رتبة طيار من الدرجة الأولى، ثالث أدنى رتبة في التسلسل الهرمي.


وكان “أو جي” طلب من الأعضاء الآخرين في مجموعة “ديسكورد” عدم نشر الوثائق وتوسيعها، مؤكدا أنه لا يريد أن يكون مبلّغا عن المخالفات، كما ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”. لكنه انتقد الدولة، منددا ب”استغلال السلطة”، وكذلك الشرطة والاستخبارات.


وتضم المجموعة 24 شخصا بعضهم من روسيا وأوكرانيا وجمعهم منذ 2020 شغفهم المشترك بالأسلحة النارية والمعدات العسكرية والدين.


وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير إن الولايات المتحدة تدرس “تداعيات” التسريب على “الأمن القومي”. وأضافت أن البنتاغون قرّر أيضا فرض مزيد من القيود على الوصول إلى هذا النوع من المعلومات الحساسة.


وتابعت المتحدثة باسم الرئاسة أن الحكومة الأميركية تريد من شبكات التواصل الاجتماعي “تجنب تسهيل” توزيع مثل هذه المواد السرية، مؤكدة أنها “تتحمل مسؤولية حيال مستخدميها وحيال الدولة”.


وقال متحدث باسم منصة منتديات الدردشة “ديسكورد” لوكالة فرانس برس إن سلامة مستخدميها أولوية، مؤكدا أن المنصة تتعاون مع السلطات.


وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية كريس ميغر الإثنين إن مجرد تداول هذه الوثائق على الإنترنت يمثل “خطراً جسيماً جدا على الأمن القومي ويمكن أن يغذي التضليل في المعلومات”.


وأشاد وزير الدفاع لويد أوستن الخميس “بالاعتقال السريع” للمشتبه به. وقال في بيان إنه أمر “بمراجعة إمكانيات الوصول إلى معلوماتنا الاستخبارية (…) وإجراءات الرقابة داخل الوزارة لتركيز جهودنا بشكل أفضل على منع تكرار هذا النوع من الحوادث”.


وتكشف الوثائق التي نشرت على الإنترنت خصوصا مخاوف أجهزة الاستخبارات الأميركية بشأن جدوى هجوم أوكراني مضاد ضد القوات الروسية.


كما تتضمن وثيقة اطلعت عليها فرانس برس مخاوف الولايات المتحدة بشأن قدرة أوكرانيا على الاستمرار في الدفاع عن نفسها ضد الضربات الروسية.


وتناقل رواد منصة “ديسكورد” وكذلك موقع “تويتر” وتطبيق “تلغرام” عشرات الصور لهذه الوثائق لأسابيع على الأرجح إن لم يكن لأشهر، قبل أن تتنبه لها وسائل الإعلام.


ولم تؤكد السلطات الأميركية علنا صحة الوثائق المنشورة على الإنترنت، كما لم يتم التحقّق منها بشكل مستقل بعد.
ولم يعد العديد من هذه الوثائق متاحًا على المواقع التي ظهرت فيها أولا.