في اليوم العالمي للمرأة: نحو 30% من شهداء غزة نساء

9 مارس 2024آخر تحديث :
في اليوم العالمي للمرأة: نحو 30% من شهداء غزة نساء

بينما يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للمرأة، تسقط المرأة الفلسطينية مضرجة بدمائها شهيدة، وجريحة، وأسيرة، ونازحة من مكان لآخر خوفًا على أطفالها وأقاربها من القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف.

هذا القصف أودى بحياة تسعة آلاف سيدة، منهن آلاف الأمهات والسيدات الحوامل اللواتي قتلن على يد جيش الاحتلال خلال الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة منذ 154 يومًا على التوالي، فضلا عن معاناة 60 ألف سيدة من سوء التغذية، وانعدام الرعاية الصحية.

ووفق الاحصائيات، فإن 5 آلاف سيدة حامل في غزة يلدن شهريًا في ظروف قاسية، وغير آمنة وغير صحية، نتيجة القصف الاسرائيلي المتواصل، وعمليات التهجير، والتشريد القسري، كما يشكلن ما نسبته 49% من القطاع، معظمهن في سن الإنجاب في ظل ظروف وأوضاع صحية ونفسية متفاقمة، وفقًا لمؤسسات ومنظمات دولية، واقليمية، ومحلية.

السيدة وسام حماد فقدت أفراد أسرتها بدم بارد بعد أن نزحت من منطقة الدرج الى تل الهوى، جراء تعرضهم للقصف الكثيف من الدبابات عند منطقة دوار المالية، ما أدى لسقوط ثمانية من أفراد عائلتها، بينهم طفلتها هند التي لا تتجاوز ستة أعوام.

وقالت، “ابنتي هند قتلت برصاص الاحتلال أمام أعين العالم أجمع على الهواء مباشرة دون أن يحرك ساكنًا، أو يتدخل لإيقاف هذه الحرب والمجزرة التي ترتكب بحقنا”.

وتابعت، “أقول في هذا اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيوم المرأة، حسبي الله ونعم الوكيل على كل شخص لم يقدم المساعدة لابنتي هند وأفراد عائلتي، وتقاعس عن ذلك”، معربة عن أملها أن تعيش نساء فلسطين بأمن وسلام، وأن تنتهي هذه الحرب المجنونة التي تشنها اسرائيل على القطاع.

أما الحاجة نعمة أبو سلطان من مخيم جباليا شمال القطاع فتقول، “إننا نفقد أبناءنا وشبابنا الذين يموتون من أجل إنقاذ حياة أطفالهم، وأمهاتهم المتواجدون في خيام ومراكز إيواء، من أجل توفير لقمة عيش كريمة، وعلى رأسها كيس الطحين.

أبو سلطان فقدت ابنها وهو ينتظر المساعدات التي تدخل إلى القطاع بشكل شحيح على مفرق النابلسي قرب شارع الرشيد بمدينة غزة.

وتضيف وهي تبكي بحرقة: أوقفوا الحرب يا ناس، وتحركوا من أجل غزة التي تموت يوميًا، غزة ليست دولة كبرى، بل نقطة على الخريطة، أولادنا ماتوا من الجوع، وقد أكلوا أكل الحيوانات والبهائم، وذهبوا لإحضار الطحين، وعادوا شهداء محملين على العربات.

أما الأم شيماء نصير من بيت حانون (25 عاما) التي تحمل بيديها طفلتها الرضيعة سيلا التي وضعتها في الحرب فتقول، “أنا أبحث عن حليب لهذه الطفلة، فأنا لا استطيع إرضاعها، لأني لا آكل طعامًا صحيًا، وابنتي ستموت من الجوع، نريد أكل ولقمة عيش.

وأشارت نصير الى ابنتها الصغيرة الأخرى وهي تمسك يدها، “ما ذنبها أن تجوع؟ نحن ننتظر لساعات وساعات في طوابير للحصول على علبة حليب، ولم نحصل عليها”.

وطالبت بتوفير الأكل والشرب وراحة البال، وتوفير كافة الحقوق للأطفال من مسكن وملبس ومشرب.

ووجهت عدد من النساء نداء استغاثة للعالم من قلب المجزرة، بأن نساء فلسطين يفتقرن لأدنى أساسيات الحياة، ويتعرضن للذبح والقتل الممنهج على الهواء مباشرة، وعدد كبير منهن مصابات ومعتقلات لدى الاحتلال في ظروف غير إنسانية، ولم يجدن مكانا آمنا في جميع أنحاء قطاع غزة، وطالبن الدول والمنظمات الدولية بتطبيق شعاراتها الداعمة للمرأة والمناصرة لها والعمل الفوري والجاد لوقف الحرب الإسرائيلية غير الأخلاقية على قطاع غزة، كخطوة أولى نحو استرجاع الحد الأدنى من مقومات الحياة البشرية.