أعلن الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء مقتل خمسة من مقاتلي كتيبة “نيتسح يهودا” وإصابة 14 آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، إثر انفجار عبوات ناسفة في بيت حانون شمالي قطاع غزة الليلة الماضية.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مسلحين فلسطينيين زرعوا عبوتين ناسفتين على الطريق وفجروهما بشكل متتالٍ أثناء مرور القوة العسكرية، ما أدى إلى وقوع خسائر كبيرة في صفوفها.
وأضافت أن الهجوم تواصل باستهداف الجنود أثناء محاولتهم إجلاء المصابين من الموقع.
وبحسب التحقيقات الأولية للقيادة الجنوبية، وقعت الحادثة حوالي الساعة العاشرة مساء أمس الإثنين، عندما عبرت قوة مشاة من كتيبة “نيتسح يهودا” التابعة للواء كفير طريقا قرب الحدود كان الجيش يستخدمه في عملياته الهجومية.
وانفجرت العبوات الناسفة المزروعة مسبقا في القوة، وأثناء محاولات إجلاء المصابين، تعرض الجنود أيضا لإطلاق نار في كمين مشترك نفذه مسلحون فلسطينيون. وتم إخلاء الجرحى إلى مستشفيات داخل إسرائيل.
تحقيق إسرائيلي أولي في كمين بيت حانون: تفجير مزدوج وكمين ناري
كشف تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، تفاصيل جديدة حول كمين بيت حانون شمالي قطاع غزة.
وبحسب التحقيق، وقع الهجوم أثناء تحرك كتيبتين من الجيش لتطهير منطقة في بيت حانون، حيث عبرت قوة من كتيبة “97 نتساح يهودا” الطريق سيرا على الأقدام، قبل أن تنفجر بها عبوتان ناسفتان تم تفجيرهما عن بعد في كمين محكم نفذته المقاومة الفلسطينية.
وأشار التحقيق إلى أن إطلاق نار كثيف استهدف فرق الإنقاذ خلال محاولتها إخلاء المصابين من منطقة التفجير، ما أدى إلى إصابات إضافية في صفوف القوة المساندة، وأدى ذلك إلى تعقيد عملية الإخلاء، قبل أن تُرسل وحدات إضافية لإنجاز المهمة.
وأوضح الجيش أن هذا النوع من الكمين، تفجير ألغام يتبعه إطلاق نار، يعد تكتيكا متكررا استخدمته حركة حماس في عمليات سابقة مشابهة.
وبهذه الحادثة، يرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي منذ بدء الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 888 جنديا، بينهم 446 سقطوا خلال العمليات البرية في قطاع غزة، و39 منذ انتهاء صفقة الأسرى الأخيرة.
وذكرت مصادر عسكرية أن الحادث وقع في منطقة شهدت عمليات توغل عديدة منذ بدء المناورة البرية أواخر 2023، فيما دوت صافرات الإنذار الليلة الماضية مرتين في مناطق قريبة جدا من موقع الهجوم.
وبدأت قوة “نيتسح يهودا” مهمتها في أعقاب عملية هجومية نفذها الجيش الإسرائيلي في بيت حانون مساء السبت، شاركت فيها وحدات من اللواء 646 الاحتياطي (المظليون الاحتياط) واللواء الشمالي للقطاع، ضد مجمع محصن تابع لحماس، سبقتها ضربات جوية وبرية خلال الأسبوع الماضي.
القسام عقب عملية بيت حانون: جنائز وجثث جيش العدو ستصبح حدثا مستمرا طالما استمر العدوان
علقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على العملية التي نفذت في بيت حانون شمالي قطاع غزة في وقت متأخر من مساء أمس الإثنين، مؤكدة عزمها على مواصلة استهداف الجيش الإسرائيلي.
وقالت الكتائب في بيان مقتضب نشرته الليلة على موقع “تليغرام”، ووقعه الناطق باسمها بتاريخ 25 يونيو/حزيران، إن “جنائز وجثث جيش العدو ستصبح حدثا مستمرا طالما استمر العدوان”، مضيفة: “سندكّ هيبة جيشكم”.
يشار إلى أن هذه الحادثة هي الأخطر للكتيبة منذ بدء الحرب، إذ كانت قد خسرت أربعة مقاتلين سابقا في غزة، ثلاثة منهم في انفجار عبوة ناسفة في مايو 2024.
وتعد حادثة بيت حانون الأشد منذ حادثة “بوما” في خانيونس قبل أسبوعين، التي أسفرت عن مقتل ضابط وستة جنود من سلاح الهندسة القتالية في انفجار مماثل، وتليها حادثة أخرى في يونيو الماضي، حين قتل ثمانية جنود في رفح بعد إصابة ناقلة جند بصاروخ مضاد للدروع.