أعلنت حركة حماس، فجر اليوم الخميس، أنها سلمت ردها الرسمي على مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى الوسطاء، دون الكشف عن تفاصيل المضمون.
وقالت الحركة في بيان مقتضب عبر تطبيق تليغرام: “حركة حماس سلمت قبل قليل للإخوة الوسطاء ردها ورد الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار”.
بدورها، أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية، صباح اليوم، تسلم رد حماس، مؤكدةً أنها تعمل على دراسته.
وفي السياق،
كشف مصدران، أحدهما مصري مطلع على جهود الوساطة في مفاوضات الدوحة، والآخر من حركة حماس، لصحيفة “العربي الجديد”، أن الحركة قد سلمت بالفعل ردها الرسمي للوسيطين القطري والمصري بشأن مقترح الهدنة لمدة 60 يوماً في قطاع غزة.
ويتعلق الرد بتعديلات طلبتها حماس على بندي خرائط إعادة انتشار جيش الاحتلال خلال فترة الهدنة، وآلية إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية.
وبحسب المصدر، فإن الحركة طالبت بتعديل مواقع تموضع قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهرين المقترحين، بحيث تكون بعيدة عن المناطق المدنية. كما اشترطت حصر عملية إدخال المساعدات وتوزيعها عبر هيئات تابعة للأمم المتحدة، مع استبعاد ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” من هذه المهمة.
في السياق ذاته، أشارت مصادر مطلعة إلى أن رد الحركة تضمّن أيضا شرطاً يقضي بفتح معبر رفح البري بين غزة ومصر في الاتجاهين مباشرة بعد بدء تنفيذ الاتفاق.
كما كشف المصدر المصري أن الجانب الأميركي أكد التزامه بضمان استمرار المفاوضات حتى بعد انقضاء مدة الهدنة، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق دائم خلالها.
وقال المصدر: “الآن الكرة في ملعب الجانب الإسرائيلي، حيث ينتظر الوسطاء رده على التعديلات التي اقترحتها حماس بشأن المساعدات وخرائط الانتشار”.
وأضاف أن موافقة إسرائيل على هذه البنود ستعني التوصل إلى إطار اتفاق تفاوضي، يمكن بموجبه دخول الهدنة حيز التنفيذ بشكل فوري.
في المقابل، أكد البيت الأبيض، الأربعاء، أن الولايات المتحدة تسعى للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يشمل الإفراج عن المحتجزين “في أقرب وقت ممكن”.
وأشار إلى أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيجري لقاءات مع مسؤولين من الشرق الأوسط في أوروبا، وتحديدا في إيطاليا، لمواصلة بحث مقترح الاتفاق المطروح.
وفي تطور لافت، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها أن فريق التفاوض الإسرائيلي المتواجد في العاصمة القطرية الدوحة حصل على تفويض جديد من القيادة السياسية لبحث إمكانية إنهاء الحرب.
وأفادت الهيئة بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أبدى في الآونة الأخيرة انفتاحا على إنهاء الحرب خلال مرحلة وقف إطلاق النار، وهو ما أكد عليه وزراء تحدثوا معه مؤخرا.
وأشارت تقارير أمنية إلى أن أحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التوجه هو تآكل قدرة الجيش الإسرائيلي في غزة، كما أن رئيس الأركان، إيال زامير، قد عرض على نتنياهو تقييمًا ميدانيا يظهر صعوبة استمرار العمليات العسكرية، وهي معطيات لا يمكن تجاهلها، وفقًا لما نقلته الهيئة. كما أكدت المصادر أن نتنياهو يدرك وجود رغبة متزايدة داخل الرأي العام الإسرائيلي بإنهاء الحرب.
من جهتها، كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” بعض تفاصيل المطالب الفلسطينية في المفاوضات الجارية في الدوحة، إذ طلبت حركة حماس سحب القوات الإسرائيلية إلى مسافة لا تقل عن 800 متر من السياج الأمني للقطاع، إضافة إلى المطالبة بإطلاق سراح عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل جندي إسرائيلي محتجز.
يُذكر أن الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على قطاع غزة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 59 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد عن 143 ألفًا، إلى جانب تدمير واسع النطاق وتهجير شبه كامل لسكان القطاع، في واحدة من أكثر الحروب دموية ودمارًا في العصر الحديث، بحسب تقارير فلسطينية ودولية.
وكانت إسرائيل وحماس قد توصلتا خلال الأشهر الماضية إلى اتفاقين جزئيين لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الأول في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، والثاني في كانون الثاني/يناير 2025، لكن نتنياهو تهرب من تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق الأخير، واستأنف العمليات العسكرية في 18 آذار/مارس الماضي.