واشنطن لا تستبعد تسليح القوات الاوكرانية

3 فبراير 2015آخر تحديث :
واشنطن لا تستبعد تسليح القوات الاوكرانية

reviews on nizoral cream. اعلنت الدبلوماسية الاميركية الاثنين ان الولايات المتحدة لا تستبعد تقديم اسلحة الى اوكرانيا التي تقاتل الانفصاليين الموالين لروسيا، لكنها لم تتخذ بعد اي قرار على هذا الصعيد.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي في مؤتمرها الصحافي اليومي ان “اي خيار ليس مطروحا (لكن) اي خيار ليس مستبعدا. ثمة نقاش قائم”.

وكانت بساكي ترد على سؤال حول ما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” لجهة ان واشنطن والحلف الاطلسي يتجهان الى تأييد تزويد قوات كييف معدات دفاعية لمساعدتها في التصدي للمتمردين الموالين لموسكو.

واضافت: “نواصل بحث ما هو السبيل الافضل لدعم اوكرانيا. يبقى هدفنا التوصل الى حل عبر القنوات الدبلوماسية. ونبحث في شكل دائم خيارات اخرى يمكن ان تكون بديلا من حل تفاوضي للازمة”.

ورفضت المتحدثة نفي او تأكيد مقال نيويورك تايمز، مؤكدة ان “اي قرار لم يتخذ” لتسليح القوات الاوكرانية او لا.

وقالت بحذر “نحتفظ بحق التفكير في جملة خيارات”.

وتتهم الولايات المتحدة روسيا بتسليح المتمردين الاوكرانيين، الامر الذي تنفيه موسكو، لكنها احجمت حتى الان عن تقديم اسلحة الى كييف مكتفية بمساعدة عسكرية “غير فتاكة” مثل السترات الواقية للرصاص والمعدات الطبية والرادارات.

وتعليقا على تدهور العلاقات بين واشنطن وموسكو على خلفية الازمة الاوكرانية، قالت بساكي “لا اعتقد ان اي طرف يريد حربا بالواسطة مع روسيا. ذلك ليس الهدف. هدفنا هو تغيير سلوك روسيا. لهذا السبب فرضنا عقوبات”.

ويرى خبراء ان تسليح اوكرانيا في محاولة لصد الهجوم الذي يشنه الانفصاليون الموالون لروسيا ممكن، لكنه قد يجر الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي الى ورطة لا يمكن لاحد ان يتوقع كيفية الخروج منها.

وامام متمردين تدعمهم موسكو بقوة بحسب الغربيين (وهو ما ينفيه الكرملين على الرغم من مؤشرات عدة على الارض)، تبين ان قوات كييف وخصوصا مع فقدانها السيطرة على مطار دونيتسك وتراجعها على جبهات اخرى، لا تملك الامكانات العسكرية لمواجهة حركة تمرد مجهزة على غرار جيش عصري.

وقال رئيس جهاز استخبارات فرنسي سابق رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس “لا تحلموا!”.

واضاف: “يتعين علينا ان لا نعتقد ان بامكاننا تجهيز الجيش الاوكراني بكل ما يحتاجه لتحقيق التوازن مع متمردين تدعمهم موسكو الى هذا الحد. سيكون بحاجة الى منظومة كاملة من التسلح والاسلحة المضادة للدبابات وصواريخ ارض-جو محمولة حتى الاسلحة الثقيلة. يتعين ايضا توفير مروحيات هجومية نظرا الى المنحى الذي تتخذه هذه المعارك”.

وتابع يقول: “وينبغي ايضا ان يكون هناك الرجال الذين يواكبون ذلك”. وقال: “الجنود يجب تدريبهم. المحاربون هم الذين يصنعون الحرب لا الاسلحة. في التاريخ كلما ساعدت قوة دولة ما في هذا النوع من الازمات، تعين ارسال مدربين. وبالنسبة الى بعض الاسلحة، يتطلب هذا الامر وقتا. انظروا ماذا حصل في العراق، في الموصل: الجيش العراقي كان مسلحا بشكل جيد وتشتت امام بضعة الاف عنصر من تنظيم الدولة الاسلامية”.

وفي 29 كانون الثاني/يناير، اعلن الجنرال بن هودجس قائد القوات الاميركية في اوروبا للصحافيين ان العسكريين الاوكرانيين مصابون بالصم والعمى امام المتمردين بسبب “القدرة الاستثنائية” التي يملكها هؤلاء للتشويش على نظام اتصالاتهم. واكد ايضا ان المعلومات التي تقدمها الطائرات الروسية من دون طيار للمتمردين تسمح لهم باستهداف مواقع كييف بدقة متناهية.

وفي مواجهة مثل هذا العدو، يعتزم الحلف الاطلسي اكثر فاكثر ارسال اسلحة هجومية الى القوات الاوكرانية، والتوقف عن ارسال تجهيزات للدفاع السلبي مثل السترات الواقية من الرصاص، كما كتبت صحيفة “نيويورك تايمز” الاحد، موضحة ان القرار لم يتخذه الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد.

واوضح اندرو ولسون من المجلس الاوروبي للعلاقات الخارجية وصاحب كتاب “الازمة الاوكرانية: ماذا تعني للغرب” الذي صدر اخيرا، ان “احد اسباب تكثيف المتمردين لهجومهم هو انهم ياملون في تسجيل مكاسب عسكرية قبل الوصول المحتمل لاسلحة اميركية”. وقال: “بالتالي، الولايات المتحدة تواجه مأزقا اخلاقيا: اذا لم تتدخل الان، يمكن ان يتفاقم النزاع”.

وفي تقرير نشر الاثنين في واشنطن، قال مسؤولون اميركيون سابقون ان “الروس والقوات الانفصالية قادرون بوضوح على مواصلة الهجوم، سواء للسيطرة على كل منطقة الدونباس (شرق)، او، وهذا سيكون الاسوأ، لشق ممر بري بين روسيا والقرم عبر السيطرة الفعلية على جنوب شرق اوكرانيا”.

لكن تورطا عسكريا متزايدا الى جانب كييف قد يؤدي بالغربيين الى الذهاب ابعد مما يريدون، كما حذر المتخصصون.

واعتبر الباحث بالاز جارابيك من مجموعة “كارنيجي اندومنت” للابحاث حول السلام الدولي ان “انصار هذا الراي لديهم افضل النوايا”، “لكنهم لا يفهمون الى اي حد تكتسي اوكرانيا اهمية بالنسبة الى الروس. يعتبرون انها ارضهم وشعبهم. والتزامهم العاطفي والبنيوي يفوق بكثير ما يمكن ان يكون عليه الالتزام الاميركي في المعسكر الاخر”.

ولفت رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسي السابق نفسه الى انه “سيتعين ارسال مدربين مع الاسلحة، وسيتعين دمجهم الزاميا في صفوف الوحدات الاوكرانية. بالتالي، وفي الاجمال، يعني شن الحرب على روسيا. ولهذا السبب يلعب بوتين لعبة سهلة لا تتطلب جهدا، انه يعرف ذلك جيدا، وسيواصل اللعب. ولن تلتزم اي دولة، بدءا من الولايات المتحدة، بطريقة كافية لتشكل تهديدا في الجهة المقابلة. الاوراق مكشوفة منذ البداية”.