روبيو يحذر: إقرار الكنيست ضم الضفة الغربية “يهدد” اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

23 أكتوبر 2025آخر تحديث :
روبيو يحذر: إقرار الكنيست ضم الضفة الغربية “يهدد” اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

طالب أكثر من 40 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس ترمب مؤخراً بتعزيز معارضته لخطط الضم، بحسب موقع “أكسيوس”.

ترمب تعهد بعدم السماح لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بضم الضفة الغربية، وفقاً لما كشفه موقع “بوليتيكو”.

في خطوة تصعيدية قد تنسف الجهود الدبلوماسية الهشة في المنطقة، أقر الكنيست الأربعاء، بالقراءة التمهيدية مشروع قانون يهدف إلى ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية المحتلة.

وتأتي هذه الخطوة المثيرة للجدل في تحدٍ مباشر للموقف الأمريكي، حيث حذر وزير الخارجية ماركو روبيو، قبيل زيارته المرتقبة إلى المنطقة، من أن المضي قدماً في خطط الضم قد “يهدد” اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة.

يأتي هذا التطور المقلق في وقت حساس للغاية، يتزامن مع الجهود المكثفة التي تبذلها إدارة الرئيس دونالد ترمب لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخراً بين الاحتلال وحركة حماس، والذي أنهى حرباً مدمرة استمرت لعامين.

وتعتبر الولايات المتحدة أن خطتها الشاملة للسلام، والتي تمثل أساس الاتفاق، تتضمن التزاماً ضمنياً بعدم قيام الاحتلال بأي خطوات أحادية الجانب، مثل ضم الضفة الغربية، قد تقوض فرص التوصل إلى تسوية دائمة.

وكان الرئيس ترمب قد تعهد شخصياً لزعماء عرب، خلال اجتماع على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، بعدم السماح لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بضم الضفة الغربية، وفقاً لما كشفه موقع “بوليتيكو”.

كما طالب أكثر من 40 عضواً ديمقراطياً في مجلس الشيوخ الأمريكي الرئيس ترمب مؤخراً بتعزيز معارضته لخطط الضم، بحسب موقع “أكسيوس”.

على الرغم من التحذيرات الأمريكية الواضحة، مضى الكنيست قدماً في مناقشة مقترح قانون ضم الضفة الغربية، الذي قدمه أعضاء من اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي.

وبحسب القناة 12 العبرية، تم إقرار القانون بالقراءة التمهيدية بأغلبية ضئيلة جداً، حيث صوت 25 نائباً لصالحه مقابل 24 عارضوه، وكان صوت رئيس لجنة الخارجية والأمن الأسبق، يولي إدلشتاين، هو الصوت الحاسم الذي رجح الكفة لصالح تمرير القانون.

وفور إقرار القانون مبدئياً، سارع وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو إلى الاحتفاء بالخطوة والمطالبة بالمضي قدماً في عملية الضم.

وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مخاطباً نتنياهو: “سيدي رئيس الوزراء، الكنيست قال كلمته، الشعب قال كلمته، حان الوقت لفرض السيادة الكاملة على جميع أراضي يهودا والسامرة (الضفة الغربية)”.

من جهته، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير: “حان وقت السيادة الآن”.

وفي واشنطن، جاء رد وزير الخارجية ماركو روبيو سريعاً وحازماً.

وقال للصحافيين قبيل توجهه إلى المنطقة في زيارة رسمية تبدأ الخميس: “أعتقد أن الرئيس دونالد ترمب أكد أن هذا ليس أمراً يمكننا دعمه في الوقت الحالي”.

وحذر روبيو بوضوح من أن إقرار أي من النصوص المطروحة أمام الكنيست والمتعلقة بالضم “سيهدد” وقف إطلاق النار في غزة و”سيؤتي نتائج عكسية” على الجهود الدبلوماسية الجارية.

ومن المقرر أن يجري روبيو زيارة للاحتلال في الفترة من 22 إلى 25 أكتوبر، بهدف “دعم التنفيذ الناجح لخطة الرئيس ترمب الشاملة لإنهاء الصراع في غزة”، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية.

يضع هذا التصويت المبدئي في الكنيست حكومة نتنياهو في مواجهة مباشرة مع الإدارة الأمريكية، ويهدد بنسف التفاهمات الهشة التي تم التوصل إليها مؤخراً.

ويرتبط المسار العام للأحداث الآن بما ستسفر عنه زيارة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، وقدرته على إقناع حكومة الاحتلال بالتراجع عن هذه الخطوات الأحادية التي قد تعيد المنطقة بأكملها إلى دوامة العنف.

إقرار أي من النصوص المطروحة أمام الكنيست المتعلقة بالضم سيهدد وقف إطلاق النار في غزة.