وقعت صدامات بين الشرطة الإسرائيلية وعشرات المتدينين اليهود “الحريديم” في مدينة رمات غان (وسط) بعد محاولة الشرطة العسكرية اعتقال طالب متهرب من الخدمة العسكرية من منزله.
وقالت الشرطة في بيان، الأربعاء: “ورد بلاغ الليلة الماضية عن تجمع للمتظاهرين في رمات غان، على خلفية نشاط للشرطة العسكرية في الموقع، بما في ذلك محاولات للإيذاء”.
وأضافت: “وصلت الشرطة على الفور إلى مكان الحادث، وبدأت تفريق مثيري الشغب وإنقاذ فرق الشرطة العسكرية”.
وتابعت الشرطة: “واصل مثيرو الشغب التجمع في مكان الحادث، ما تسبب في أضرار لمركبات الشرطة العسكرية وقلب مركبة”.
وأردفت: “تدخلت الشرطة لتفريق المظاهرة، واعتقلت اثنين من المشتبه بهم، وتم اقتيادهما للاستجواب في مركز الشرطة”.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الاحداث اندلعت على خلفية محاولة الشرطة الإسرائيلية اعتقال طالب من “الحريديم” متهرب من الخدمة العسكرية.
وقالت، الأربعاء: “حاولت الشرطة العسكرية اعتقال طالب في مدرسة دينية متهرب من الخدمة العسكرية في منزله في رمات غان، ووصل عشرات “الحريديم” إلى مكان الحادث، وأثاروا شغبًا، وقلبوا مركبةً تابعةً للشرطة العسكرية”.
وأضافت الصحيفة: “فشل الاعتقال لأن المتهرب من الخدمة لم يكن في منزله، بل في المدرسة الدينية”.
رفض الحريديم الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة.
والأسبوع الماضي ألزمت المحكمة العليا الإسرائيلية، الحكومة بوضع “سياسة إنفاذ فعّالة” تجاه تهرب “الحريديم” من الخدمة العسكرية خلال فترة لا تتعدى 45 يوما، تتضمن إجراءات جنائية جسيمة واسعة النطاق في المجالين الاقتصادي والمدني.
ويرفض “الحريديم” الخدمة بالجيش الإسرائيلي وفي الوقت نفسه يحتجون على عقوبات تتخذها السلطات ضد المتهربين من الخدمة العسكرية بما في ذلك المنع من السفر.
ويواصل “الحريديم” احتجاجاتهم ضد التجنيد في الجيش عقب قرار المحكمة العليا في 25 يونيو/ حزيران 2024، بإلزامهم بالتجنيد ومنع تقديم مساعدات مالية للمؤسسات الدينية التي يرفض طلابها الخدمة العسكرية.
ويشكل “الحريديم” نحو 13 بالمئة من سكان إسرائيل البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، ويرفضون الخدمة العسكرية بدعوى تكريس حياتهم لدراسة التوراة، مؤكدين أن الاندماج في المجتمع العلماني يشكل تهديدا لهويتهم الدينية واستمرارية مجتمعهم.
ويعلو صوت كبار الحاخامات، الذين ينظر إلى أقوالهم باعتبارها فتوى دينية “للحريديم”، بالدعوة إلى رفض التجنيد، بل و”تمزيق” أوامر الاستدعاء.
وعلى مدى عقود، تمكن اليهود “الحريديم” من تفادي التجنيد عند بلوغهم سن 18 عاما، عبر الحصول على تأجيلات متكررة بحجة الدراسة في المعاهد الدينية، حتى بلوغهم سن الإعفاء التي تبلغ حاليا 26 عاما.
وتتهم المعارضة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعي لإقرار قانون يعفي “الحريديم” من التجنيد، استجابة لمطالب حزبي “شاس” وتحالف “يهدوت هتوراه” اللذين انسحبا في وقت سابق من العام الجاري من الحكومة، لكنهما مستعدان للعودة فور إقرار قانون يلبي مطالبهما.













