بيت لحم – تشير تقارير خبراء ولجان شؤون الاستيطان في الضفة الغربية أن التوجه الاسرائيلي الحالي يدعم عملية تطهير عرقي للتجمعات البدوية من اقصى الشمال إلى الجنوب وخاصة الأغوار، لاستمرار قضم الاراضي الفلسطينية لصالح المشروع الاستيطاني وجدار الضم التوسع.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية بعنوان ” المقاومه الشعبية السلمية (مقاومه الجدار والاستيطان )” لمؤسسة تحالف السلام الفلسطيني يديرها الخبير علي عامر في شؤون الجدار والاستيطان.
وخلال ورشة عمل تحت عنوان: “المقاومة الشعبية السلمية- مقاومة الجدار والاستيطان” التي نظمها تحالف السلام الفلسطيني اليوم الأربعاء، في بيت لحم، أكدت فاتنة عبود مديرة مشاريع التحالف أن دعم المشروع الوطني الفلسطيني يتطلب التوجه نحو المقاومة الشعبية السلمية المناهضة للجدار والاستيطان وتزوير التاريخ الفلسطيني وتهويد القدس.
وقالت عبود إن عقد ورشة العمل هذه جاء لبحث المشاركة الاجتماعية في التصدي للمخططات الاسرائيلي الرامية لمصادرة مساحات واسعة من الارضي الفلسطيني وخاصة قرار المصادرة الاخير في بيت لحم والخليل.
وأشارت مديرة مشاريع “تحالف السلام” في كلمتها إلى حرصهم على توعية وتثقيف كافة شرائح المجتمع الفلسطيني بالقضية الفلسطينية، وخاصة فيما يتعلق بالحقوق، وقرارات الشرعية الدولية التي تنص على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاستحقاق للشعب الفلسطيني طال انتظاره.
وشددت عبود على اهمية دور الشباب الفلسطيني في بناء الوحدة الوطنية والشراكة مع القيادة في كل المشاريع الفلسطينية لإيجاد بدائل للمواقع السياسية الحالية وطرق النضال الفلسطيني.
وعقدت ورشة العمل في فندق “الشبرد” ببيت لحم بمشاركة حشد من مؤسسات المجتمع المدني وممثلين عن المؤسسات الامنية الى جانب رجال الدين وطلبة الجامعات وناشطين في مجال المقاومة الشعبية لمناهضة الجدار والاستيطان.
بدوره، الخبير علي عامر مسؤول ملف الجدار والاستيطان السابق في الحكومة الفلسطينية، أوضح خلال سرده للواقع الذي خلفه بناء الجدار والمستوطنات في الضفة الغربية أن عملية الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية تسير وفق خطط ممنهجة من قبل حكومة اسرائيلية يمينية متطرفة.
ولفت إلى أن جوهر موقف الحكومة الاسرائيلي الحالية لا يقبل بوجود دولة فلسطينية تضم الضفة والقدس وعدم وجود أي كيان جدي فلسطيني قابل للحياة.
وتطرق عامر في حديثه إلى أهمية الحراك الشعبي في مواجهة الاستيطان والجدار، خاصة وأن الاستيطان يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي، حيث تعتبر الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 أراضي احتلال وليست اراضي متنازع عليها.
وأضاف أن الهدف الاسرائيلي من بناء الجدار يتمثل بتحويل المناطق الفلسطينية إلى “كنتونات” أو تجمعات لقضم أكبر قدر ممكن من الاراضي الفلسطينية لصالح الاستيطان، مؤكداً على وجود قرار دولي يقضي بعدم شرعية هذا الجدار، وأن على إسرائيل وقف بناءه وإزالة الاجزاء التي تم انشاءها وجسر أي اضرار خلفها.
وتحدث عامر خلال الورشة عن اهمية الطلب الذي تقدمت به الجمعية العامة للامم المتحدة حول انشاء سجل يوثق اضرار الجدار.
ويذكر أن جدار الضم والتوسع يصل طوله إلى 771 كلم، تم انجاز حوالي 66% منه، في حين 14% بقيت قيد الانشاء وما تبقى مقر ولم يباشر العمل به.
وعند الحديث عن الجدار والاستيطان يتبادر إلى الاذهان بصورة تلقائية المقاومة الشعبية التي اجتهدت لخلق اشكال جديدة من مقاومة الاحتلال من خلال فعاليات اسبوعية تظهر أن الشعب الفلسطيني ضد الجدار والاستيطان.
وأكد المشاركون على أن دعم المقاومة الشعبية يتطلب دعم المواطن وتعزيز صموده في مواجهة الجدار والاستيطان وكذلك الاحتلال، اضافة إلى ضرورة وجود قرار سياسي يدعم هذا التوجه.
رائدة قعقور أحد المشاركين في ورشة العمل ممثلة عن دائرة الخدمات المساندة في وزارة الزراعة، تمنت أن يعمل جميع افراد ومؤسسات المجتمع الفلسطيني تحت مظلة واحدة لمقاومة الجدار والاستيطان.
ودعت إلى تشكيل لجان للمزارعين في المناطق المستهدفة من قبل الاحتلال حتى يتسنى لهم أن يدافعوا عنها ويحموها من المصادرة.
وخلال مداخلة له رأى سامي صلاحات مدير العلاقات العامة والإعلام في التوجيه السياسي ببيت لحم، أن خيار المقاومة الشعبية من الخيارات الجيدة التي تعتبر ناجحة على الاقل ليفهم المتضامنين الاجانب أن لنا قضية ممكن أن تحل سلمياً، وأن مقاومتنا مشروعة.
مفتي بيت لحم الشيخ عبد المجيد عمارنة أيد خلال تعليقه على موضوع المقاومة الشعبية هذا الخيار بعد ما وصفه بـ”اغلاق الافق أمام شعبنا على صعيد بعض اشكال المقاومة”.
وطالب بإيجاد الية تضمن استمرارية المقاومة الشعبية السلمية، بما يخدم المشروع الوطني والوحدة الفلسطينية.
من جهتهم الطلبة الجامعيون المشاركون، أكدوا على حاجتهم لعقد المزيد من ورش العمل التثقيفية التي تتناول موضوع المقاومة الشعبية والجدار والاستيطان.
في حين رأى اخرون أنه من الضروري في هذه المرحلة تغير دور المقاومة الشعبية وتفعيله بما يخدم المسار الوطني.
وبعد أن اسدل الستار ليعلن عن نهاية الورشة، قدمت مؤسسة تحالف السلام الفلسطيني الشكر للمشاركين والحضور على تفاعلهم وإثرائهم طاولة النقاش بالعديد من الموضوعات التي تسلط الضوء على واقع الجدار والاستيطان والمقاومة الشعبية في الاراضي الفلسطينية.
معا