عريقات: اسرائيل تريد التخلص من الرئيس ابو مازن

1 يونيو 2013آخر تحديث :
عريقات: اسرائيل تريد التخلص من الرئيس ابو مازن

رام الله – NTV – طالب صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين، وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بأن ينتقل “مما هو ممكن إلى ما هو مطلوب”، لتحريك عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلى. 

كما لوح كبير المفاوضين الفلسطينيين بإستراتيجية فلسطينية جديدة في حال فشل مساعيه، وبينما أشاد بـ”إنجازات محمود عباس”، قال إن كل إسرائيل تسعى للتخلص منه، فيما أعاب على العرب عدم إتقانهم لعبة المصالح مع الولايات المتحدة، كما أبدى استياءً من إيران، وطالبها بالكف عن التدخل في الشأن الفلسطيني. 

وأضاف صائب عريقات، في حلقة من “برنامج الشارع العربي مع زينة يازجي” مع تيلفزيون دبي، أن المطلوب فلسطينياً من وزير الخارجية الأمريكي، هو إلزام الحكومة الإسرائيلية بقبول قيام دولتين على حدود 1967، ووقف الاستيطان والإفراج عن الأسرى. 

وأوضح أن هناك استراتيجية فلسطينية جديدة، في حال فشل جهود كيري، تتمثل في مباشرة مساعي الانضمام إلى 63 منظمة دولية، بما فيها محكمة الجنايات الدولية. 

ورأى أن 95% من السلوك التفاوضي الإسرائيلي يتم خارج طاولة المفاوضات ووفق سياسة أمر واقع قائمة على “الإملاءات وبناء المستوطنات والاغتيالات والاعتقالات والحصار وإنشاء الحواجز والقتل والتهجير وهدم البيوت”. 

وعبر عريقات عن امتعاضه من دور إيران إزاء الشأن الفلسطيني، مطالبًا إياها برفع اليد عن الفلسطينيين، وخاطب القادة الإيرانيين بالقول: “ما شأنكم أنتم بفتح وحماس؟!.. لماذا لا تدعمون القضية الفلسطينية؟!”، وفي موضوع الدعم قال بأن “إيران منذ 1967 لم تبن صًفا دراسيًا واحدًا لفلسطين!”.  aflamax.

وأعاب كبير المفاوضين الفلسطينيين على أروقة صناعة القرار في العالم العربي أنها “لا تتقن الحديث مع واشنطن أو لندن أو باريس أو برلين بلغة المصالح التي لا يفهمون سواها”. 

ودعا الدول العربية إلى صياغة علاقاتها مع الولايات المتحدة وفق المنطق، الذي يقول: إن علينا ألا ننظر في عناصر قوتنا الاقتصادية، الجغرافية، والجيوسياسية، ونرى كيف يمكن أن نؤثر في صناعة القرار الأمريكي؟، وتابع: “كعرب وكصناع قرار عندنا أشياء كثيرة… لكن أنا لا أقول: إنه علينا محاربة أمريكا أو الوقوف في وجهها”. 

وأسدى عريقات نصيحتين لدول الربيع العربي، قال: بشأن الأولى “للإخوة في سوريا وفي ليبيا وفي مصر وفي اليمن وفي كل الدول العربية التي مرت بالتغييرات.. اعملوا الديمقراطية كي نكون نحن كعرب ديمقراطيين وليس لأن أمريكا تريد ذلك!”، أما النصيحة الثانية فهي: “اعتماد المساءلة والمحاسبة” للحيلولة دون حلول الفساد، وشدد: “إياكم أن تسمحوا لأي شخص مهما كان منصبه الأمني أو السياسي أو مهما كان جبروته أن يتصرف دون مساءلة أو محاسبة!. 

وقلل عريقات من قيمة فوز حماس بالانتخابات التشريعية السابقة التي شكلت على إثرها حكومة ما قبل الانقسام الفلسطيني، لأنها على حد تعبيره “لم تقدم أي برنامج انتخابي بل فازت اعتمادًا على أخطاء فتح”، وتعهد بعودة حركة فتح “بثوب جديد” وبأفكار جديدة، قائمة على “المساءلة والمكاشفة والمحاسبة”. 

وبخصوص ملف المصالحة بين حركتي فتح وحماس، برَّأ عريقات، خالد مشعل، ضمنياً من مسئولية تأرجح مساعي المصالحة الوطنية، ووصفه بـ”الإنسان الصادق”، فيما أعرب عن اعتقاده بأن ما يحول دون إحلالها هو “نمو مصالح في غزة، بعد سبع سنوات من الانقسام وتجارة الأنفاق”، وقال: “قد تكون هذه المصالح أقوى من أن يُضحى بها لأجل المصالحة”. 

وأفاد صائب عريقات بأن 1400 فلسطيني قتلوا في سوريا إلى الآن، مؤكداً “أننا لا نريد أن نكون وقوداً” للأزمة السورية، وعن موقف السلطة الفلسطينية من الأزمة إياها ذكر بأنها كانت قد أعلنت “النأي بالنفس” منذ البدء، وأضاف: “أبلغنا كل أطراف الصراع أننا لسنا طرفاً”. 

وساوى، عريقات، الرئيس محمود عباس، بالزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، في تمسكه بالقدس وقضية اللاجئين والحقوق الفلسطينية، التي “حوصر وقتل مظلوماً من أجلها”. 

ولفت إلى أن إسرائيل تريد التخلص من عباس، وقال “كل اسرائيل تقول إنه ليس شريكاً في السلام، ويجب التخلص منه”، مرجعاً ذلك إلى تمسكه بحقوق الشعب الفلسطيني. 

واستغرب قدرة محمود عباس على تحمل “التركة” التي خلفها الرئيس ياسر عرفات عقب استشهاده، مشيرا إلى ما أسماه تدميرا كاملا ألحقه شارون بالسلطة الفلسطينية، بالترافق مع إعادة “احتلال كامل”، وحالة من “الفوضى الشاملة” على كل الأصعدة. 

وأشاد بـ”انجازات” محمود عباس على أصعدة عديدة، منها، حسبه، إعادة الأمن والاستقرار، كما دعا إلى عدم الحكم على فترة رئاسته من باب “ما يجب أن يكون”، بل من باب الأخذ في الاعتبار ما كان موجودا وما استلمه من إرث.