نصرالله يتوعد بالرد “في اي مكان وزمان” على اي هجوم اسرائيلي

31 يناير 2015آخر تحديث :
نصرالله يتوعد بالرد “في اي مكان وزمان” على اي هجوم اسرائيلي

توعد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اليوم الجمعة بأن يردّ الحزب على اي اعتداء اسرائيلي في المستقبل “في اي مكان وزمان” من دون الالتزام بساحات المواجهة الحالية، مؤكدا ان حزبه لا يخشى الحرب مع اسرائيل، رغم انه لا يريد الحرب.

وكان نصرالله يتحدث في خطاب القاه امام حشد من مناصريه عبر شاشة عملاقة في احتفال اقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت تكريما لستة من حزب الله ومسؤول عسكري ايراني استشهدوا في غارة اسرائيلية استهدفتهم في منطقة القنيطرة في الجولان السوري قبل نحو اسبوعين.

ويأتي خطاب نصرالله بعد يومين على عملية نفذها حزب الله ضد قافلة عسكرية اسرائيلية في منطقة مزارع شبعا الحدودية بين لبنان واسرائيل ردا على عملية القنيطرة، وقتل فيها جنديان اسرائيليان واصيب سبعة اخرون بجروح.

وقال نصرالله في مجمع سيد الشهداء “اذا كان العدو (اسرائيل) يحسب حسابا ان المقاومة مردوعة وانها تخشى الحرب، انا اقول له اليوم في ذكرى شهداء القنيطرة وبعد عملية مزارع شبعا النوعية، نحن لا نخاف الحرب ولا نخشاها ولا نتردد في مواجهتها وسنواجهها اذا فرضت علينا وسننتصر بها ان شاء الله”.

واضاف ان عملية القنيطرة أثبتت ان “اسرائيل التي هزمناها أوهن من بيت العنكبوت”، و”المقاومة في كامل عافيتها وجهوزيتها وحضورها”.

وتابع متوجها الى الاسرائيليين “جربتمونا، فلا تجربونا مرة اخرى”.

في موازاة ذلك، اعلن نصرالله الذي تحدث بثقة وبلهجة المنتصر، ان رد الحزب على اي هجوم اسرائيلي جديد ضد حزبه لن يكون محصورا بجبهة جنوب لبنان، مضيفا ان “قواعد الاشتباك” مع اسرائيل سقطت اثر غارة القنيطرة.

وقال: “لم يعد يعنينا اي شيء اسمه قواعد اشتباك، ولا نعترف بقواعد اشتباك (…). لم نعد نؤمن بتفكيك الساحات والميادين. ومن حقنا الشرعي والاخلاقي والانساني والقانوني ان نرد في اي مكان وفي اي زمان وكيفما كان”.

ووصف نصرالله غارة القنيطرة بانها “اغتيال في وضح النهار”، مشيرا الى ان “اي شاب من شباب حزب الله يقتل غيلة، سنحمّل المسؤولية للاسرائيلي، وسنعتبر من حقنا الرد في اي مكان وزمان وبالطريقة التي نراها مناسبة”.

وراى ان “هذه الثلة من الشهداء في القنيطرة تعبر من خلال مزج الدم اللبناني والايراني على الارض السورية عن وحدة القضية والمصير ووحدة المعركة”.

وعن رد الحزب على عملية القنيطرة الاربعاء، اشار الى ان الحزب لم يتردّد في اتخاذ قرار بالرد منذ اللحظات الاولى بعد عملية القنيطرة.

darwin foodies. خلال خطاب نصرالله

خلال خطاب نصرالله

وقال ان “الامر يستحق التضحية ولو ذهبت الامور الى النهايات”، مضيفا “حددنا نطقة العملية وطبيعتها وزمانها (…) وكنا مستعدين لاسوأ الاحتمالات”.

وشكر نصرالله “الابطال” الذين نفذوا عملية شبعا، مشيرا الى انها “اتسمت بالحرفية والمهنية والذكاء”.

واضاف: “اولا قتلونا في وضح النهار، قتلناهم في وضح النهار. الساعة 11,30 او 11,45، الساعة 11,25 او 11,35. سيارتان مقابل سيارتين وحبة مسك. قتلى وجرحى، قتلى وجرحى. صواريخ مقابل صواريخ”.

وتابع نصرالله الذي وصف اسرائيل بـ”السرطان” و”الكيان الغاصب” ان هناك فارقين بين عمليتي حزب الله واسرئيل هما ان الاسرائيليين نفذوا عمليتهم عن بعد، لانهم “جبناء” ولم يتبنوها، بينما “رجال المقاومة، لانهم رجال ولا يهابون الموت جاؤوهم من الامام، وجها لوجه”، وتبنوا العملية فور حصولها.

وتحتل اسرائيل منذ حرب حزيران/يونيو 1967 منطقة مزارع شبعا المتاخمة لبلدة شبعا في جنوب لبنان، ويطالب لبنان بها، بينما تقول الامم المتحدة انها تعود الى سوريا، كون اسرائيل استولت عليها من الجيش السوري.

ورسمت الامم المتحدة في العام 2000 ما سمي بـ”الخط الازرق” ليقوم مقام الحدود بين لبنان واسرائيل، وقد تحفظ لبنان في حينه على ادراج مزارع شبعا في الجانب الاسرائيلي من الخط.

في القاعة التي اقيم فيها الاحتفال، رفعت صور الشهداء السبعة مع عبارة “شهداؤنا عظماؤنا”. كما علقت شاشة اخرى في الخارج حيث احتشد العديد من انصار حزب الله للمتابعة.

وما ان أطل نصرالله عبر الشاشة العملاقة، حتى وقف الحاضرون ورفعوا قبضاتهم في الهواء وهم يهتفون “لبيك يا نصرالله” ويلوحون باعلام حزب الله ولبنان وفلسطين، بينما انطلقت اعيرة نارية في الهواء من اماكن عدة في بيروت.

وحضر الاحتفال وفد ايراني برئاسة رئيس لجنة الامن القومي والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بروجوردي الى جانب السفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي.

وشهد محيط المجمع اجراءات امنية مشددة نفذها عناصر من حزب الله، بعضهم كان مسلحا، وشملت اخضاع الداخلين الى القاعة الى تفتيش دقيق.

وقال حسين حجازي (21 عاما، طالب جامعي) “كان يجب ان يحصل الرد، كي لا تكرر اسرائيل فعلتها”.

ورات من جهتها علياء طاهر (58 عاما) التي استشهد زوجها اثناء قتاله اسرائيل مع الحزب في جنوب لبنان عام 1988 “اشعر بالفخر والاعتزاز (…) ويا ليتها كانت عملية اكبر. لدي ابن عمره 28 سنة وانا مستعدة لان اقدمه شهيدا فداء للمقاومة”.