تسعى وزارة السياحة والآثار الفلسطينية إلى تسجيل عدد من المواقع الأثرية والتاريخية والطبيعية في لائحة التراث الإنساني العالمي ومنها وادي القلط كمعلم تاريخي وطبيعي.
وتشير المعلومات التاريخية إلى أن عددا من الرهبان سكنوا في بداية القرن الثالث الميلادي في كهوف صغيرة على جانبي وادي القلط الذي تتدفق فيه المياه من ثلاثة ينابيع، وذلك قبل بناء الأديرة في القرنين الخامس والسادس الميلادي.
وجاء في نشرة صادرة عن وزارة السياحة والآثار أن قصة وادي القلط “تبدأ مع الملك هيرود الذي بنى القناة المائية من أجل تزويد قصره الشتوي وحديقته بالماء في الحقبة الرومانية حيث لا تزال آثار القناة الرومانية جلية للعيان في أجزاء من الوادي”.
وقال إياد حمدان مدير مكتب وزارة السياحة والآثار الفلسطينية بمحافظة أريحا والأغوار: “وزارة السياحة من البداية انتبهت لأهمية هذه المناطق.. الأودية والأديرة.. والحقيقة كان فيه من البداية انتباه إلى أهمية تسجيل هذه الأديرة ومنطقة البرية بشكل عام على لائحة التراث العالمي.”
ونجح الفلسطينيون في تسجيل قرية بتير ذات المدرجات المائية الأثرية في لائحة التراث العالمي في اجتماع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في دورته الثامنة والثلاثين بالعاصمة القطرية الدوحة العام الماضي.
وحصل الفلسطينيون على العضوية الكاملة في يونسكو عام 2011 قبل حصولهم على وضع دولة بصفة مراقب في الأمم المتحدة عام 2012.
وجاء في نشرة وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أن القناة الموجودة حاليا والتي تتدفق فيها المياه شُقت في عصر الوصاية الأردنية قبل عام 1967 وتسير على خط القناة الرومانية القديمة.
وقال حمدان: “المياه التي تأتي من مناطق فلسطين المختلفة تصب في نهر الأردن، وهذا أحد روافد نهر نهر الاردن. بالطبع في نهاية وادي القلط يقع قصر هيرود الشتوي وكانت هناك قنوات مياه ترفد قصر هيرود الشتوي بالمياه.
والوادي ملائم لهواة المشي في أحضان الطبيعة حيث يمكن الصعود إليه من غرب مدينة أريحا للمرور بدير القديس جورج، المنحوت جزء منه في الصخر ويبدو معلقا على حافة الجبل ثم مواصلة المشي في مسارات محددة للوصول إلى بداية الوادي من نبع الفوار.
وتصف نشرة وزارة السياحة نبع الفوار بأنه عجيب “حيث تخرج منه المياه مرة كل عشرين دقيقة، وتتجمع في بركة قبل أن تتدفق في الوادي”.
ويبدو المكان غاية في الروعة بصخوره وبالأزهار والأشجار التي تزين جانبي الوادي.
ويعتقد المسيحيون الأرثوذكس أن الدير بُني في موقع الكهوف التي اختبأ فيها النبي إيليا من الملكة إيزابل.
كما يعتقد أن الكهف هو المكان الذي بشر فيه ملاك القديسين يواكيم وحنة بمولد ابنتهما العذراء مريم.
وقال سائح روماني يدعى تيودور خلال زيارة للمنطقة: “هذا موقع لأعظم الديانات السماوية في العالم وهي حسب الترتيب الزمني اليهودية والمسيحية والإسلام. هذا مكان مهم لكل من يؤمنون برب وينبغي أن يحضروا لزيارة المنطقة”.
ومنطقة وادي القلط مصدر رزق لعدد من الفلسطينيين الذين يبيعون منتجات تقليدية وتذكارات في أول الطريق المؤدية الى الدير. كما يؤجر آخرون مطايا للسائحين على الطريق التي لا تصل إليها السيارات لوعورتها.
وقال مرشد سياحي فلسطيني يُدعى موسى عليان خلال زيارة للدير بصحبة فوج من الزائرين الأجانب: “وادي القلط هذا عبارة عن ينابيع منذ العهد الروماني، حتى اليوم الماء يجري فيها. مشيرا الى ان الأرثودوكس المسيحيين هم الاكثر اقبالا على زيارتها لان الأديرة تتبع الكنيسة اليونانية..
ويأمل الفلسطينيون أن تكلل جهودهم بالنجاح لإعادة المكان إلى خارطة السياحة المحلية والعالمية.
ولا تقتصر زيارة المكان على الفلسطينيين السائحين من خارج المنطقة بل يزورها أيضا بعض الإسرائيليين. cheapest cialis no prescription.