provera. كثيرة هي المؤسسات الفلسطينية التي تحتاج الى تدفق دماء جديدة، تعيد اليها الحيوية، والقدرة على مواصلة العمل والاصطلاع بالدور، حتى لا ينخرها “السوس” فتسقط، وهذا ما تتمناه أطراف عديدة.
وعلى رأس هذه المؤسسات، منظمة التحرير الفلسطينية، وأيضا المجلس الوطني، فاللجنة التنفيذية تضم أعضاء لم يعودوا قادرين على تأدية الواجب، ومواجهة التحديات.. وكذلك الأمر بالنسبة للوطني، فكثيرون من أعضائه، هم الآن في “دار الحق”، وبالتالي، لا بد من اعادة ترتيب أوضاعه، وملء الشواغر، فتعداد الشعب في ازدياد، وهناك، من هم على قدر المسؤولية لتولي المواقع الشاغرة.
والترتيب بضخ الدماء لا يقتصر على التنفيذية والوطني، بل على مركزية فتح، والعديد من المؤسسات والهيئات الاستشارية ومجالس الادارة ورؤساء الهيئات والاتحادات في مجالات وميادين مختلفة، وبصراحة.. هناك ترهل وجمود وتراجع في الأداء ولا بد من حسم الأمور دون خشية من الاعتراضات غير المبررة من هذا الطرف أو تلك الجهة.
في الأيام الأخيرة، كان الحديث عن تغيير في اللجنة التنفيذيبة لمنظمة التحرير.. الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، والمستهدفة من قوى داخلية واقليمية ودولية، التغيير، قيل أن هدفه التنشيط والتفعيل وصيانة هذا الحصن لمواجهة العواصف العاتية التي تواصل ضرب المنطقة منذ سنوات، وهذا التغيير يتطلب عقد جلسة للمجلس الوطني.. وفي الحقيقة أن التعديل هو الأقرب والاسلم في هذه الظروف، لكن، لكل خطوة قوانينها ومحاذيرها واشتراطاتها، ولعل تمسك بعض أعضائه بمواقعهم، هو السبب الذي قد يدفع الى تقديم الاستقالة، وتشكيل لجنة تنفيذية جديدة.
وهنا، تفاديا لأية ارتدادات، ومنعا لحدوث أية ثغرات يتسرب منها الخصوم الى جدار الساحة لضربه وهدمه. واذا كانت النوايا سليمة، بعيدا عن الاحتكار مقنعا كان أم مكشوفا، وحتى لا تكون هناك اصطدامات بعوائق قانونية، وتحميل المسألة برمتها، ما لا تحتمل وبغير وجه حق، ومن منطلق أن “الدين النصيحة”، وللمحافظة على قدسية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، بعيدا عن الطعن والمساس والتجاوز، واسنادا للنوايا النبيلة الهادفة تطعيم اللجنة التنفيذية بعناصر ودماء جديدة لـ “تشيل الشيلة” كما يقولون في هذه المرحلة المفصلية، فانني أوجه حديثي، محبا ومقدرا الى عدد من الأخوة في التنفيذية للمشاركة في تحقيق الهدف النبيل المتمثل بالانسحاب بهدوء وافساح المجال لأخوة آخرين، ليستكملوا المسيرة.
وفي هذا السيقا، انني أناشد الأخوة ياسر عبد ربه، ومحمد زهدي النشاشيبي وعلي اسحق وأسعد عبد الرحمن، ورياض الخضري بتقديم استقالاتهم، لتفادي عقد جلسة المجلس الوطني، فالأخ ياسر عبد ربه، أمضى سنوات طويلة في اللجنة التنفيذية ولا أحد ينكر دوره، لكنه، لم يعد يمثل فصيلا، وكذلك، الأمر بالنسبة للأخ علي اسحق، والأخ رياض الخضري لديه من المهام الكثيرة، ولا اعتقد أن انشغالاته هذه تمنحه الوقت الكافي للقيام بمهام عضو التنفيذية في مرحلة من أخطر المراحل التي تمر بها القضية الفلسطينية، وهذا الامر ينطبق على الأخ أسعد عبد الرحمن، المقيم خارج الوطن ولديه أيضا انشغالاته الوظيفية، أما الأخ الكبير محمد زهدي النشاشيبي، أدام الله عليه صحته، فلم تعد لديه القدرة على مواصلة دوره النضالي، وكذلك الحال بالنسبة لأخي الكبير المناضل فاروق القدومي حفظه الله، وهذه المناشدة لهؤلاء الأخوة، تشمل أيضا، أحدهم العضو في التنفيذية “المتردد” في الاستقالة وسحبها، ويكفية سنوات “الخدمة”!!
الرئيس محمود عباس، الذي يتحمل مسؤولية الحفاظ على المسيرة، وترتيب أوضاع المؤسسات وعلى رأسها منظمة التحرير، يريد نهوضا لها، لمواصلة مواجهة التحديات، وفريقا “يشيل” معه البعء، وعلى الاخوة المشار اليهم أعلاه أن يختموا خدمتهم، بمواقف نبيلة لا تخدش هذه الخدمة، وأن لا يكونوا عبئا وحجر عثرة.
لقد نذرتم أنفسكم لقضية ومسرة الشعب وتبوأتم المواقع لا تكونوا عبئا عليها!!
وختاما أدعو الى سلامة وحسن الأختيار؟!!