يتبين من خلال دراسة وتحقيقات أعدّتها مراكز إعلامية وبحثية إسرائيلية، أنّ غالبية الإرهابيين اليهود ينتسبون لعائلات هاجرت من الولايات المتحدة الأميركية، ومنهم قادة ومؤسسو منظمات إرهابية عُرفت بجرائمها العنصرية ضدّ الفلسطينيين، فيما أظهرت دراسة أن 15 في المائة من المستوطنين اليهود في الضفة الغربية هم من اليهود الأميركيين.
اقرأ أيضاً: داني دانون… عدوّ الفلسطينيين سفيراً لإسرائيل لدى الأمم المتحدة
وواحد من أبرز هذه الوجوه الإرهابية من أصول أميركية، فيئير إيتنغر، الذي يعتقد جهاز الاستخبارات الداخلية الإسرائيلي “الشاباك” أنه يقود التنظيم الإرهابي اليهودي الأخطر. وتدور شبهات حول هذا الإرهابي بأنه المسؤول عن إحراق عائلة دوابشة الفلسطينية. وينتمي إيتنغر لعائلة هاجرت من الولايات المتحدة، مثل جده لأمه الحاخام مئير كهانا، مؤسس حركة “كاخ” الإرهابية، والذي قتل على يد شاب مصري عام 1990 أثناء تواجده في نيويورك.
الإرهابي موشيه أورباخ أيضاً ينتسب لعائلة هاجرت من الولايات المتحدة. واتهمه “الشاباك” بوضع مخطط إحراق المساجد والكنائس. وكشفت صحيفة “هآرتس” في عددها الصادر بتاريخ 30 يوليو/تموز النقاب عن أنّ “الشاباك” عثر في منزل أورباخ على وثيقة أطلق عليها “مملكة الشر” وتضمنت إرشادات لأعضاء التنظيمات الإرهابية حول الخطوات الواجب اتخاذها من أجل المس بأكبر عدد من المساجد والكنائس دون ترك آثار.
كما أظهرت مقابلات أجرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية مع عدد من ذوي أعضاء التنظيمات الإرهابية الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال إداري أن عائلاتهم هاجرت من الولايات المتحدة.
وكشف تحقيق تلفزيوني بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى أخيراً أن مستوطنة “تفوح”، الواقعة جنوب مدينة نابلس، وسط الضفة الغربية، تضم أكبر تجمع لأعضاء التنظيمات الإرهابية اليهودية من أصول أميركية. وبحسب ما ورد في التحقيق، فإنّ عدداً كبيراً من المستوطنين في هذه المستوطنة كانوا أعضاء في التنظيم الإرهابي “كهانا حي”، الذي انشق عن حركة “كاخ” وقام بعمليات إرهابية رداً على اغتيال الحاخام كهانا وانتقاماً لمقتل نجله بنيامين، الذي قتل في كمين نصبته المقاومة الفلسطينية.
”
”
وفي الإطار نفسه، تبين أن اليهود الأميركيين يلعبون دوراً مهماً في تأمين دفاع قانوني عن الإرهابيين اليهود. إذ كشفت الإذاعة العبرية الأسبوع الماضي أن تبرعات تصل من يهود في الولايات المتحدة لتمويل انتداب محامين للدفاع عن المتهمين بارتكاب عمليات إرهابية أمام المحاكم الإسرائيلية.
وفي السياق، كشفت دراسة صدرت الأسبوع الماضي أن 15 في المائة من المستوطنين اليهود الذين يقطنون الضفة الغربية هاجروا من الولايات المتحدة. ونقل موقع صحيفة “جيروزاليم بوست” عن معدّة الدراسة سارة هيرتسون، الباحثة في جامعة هارفارد، قولها في ندوة عقدت في القدس المحتلة للترويج للدراسة، أن هناك 60 ألف يهودي أميركي يعيشون في مستوطنات الضفة، مشيرة إلى أن هذا العدد لا يشمل المستوطنين الذين يقيمون في القدس المحتلة والمستوطنات الملاصقة لها. كما أظهرت الدراسة معطىً لافتا بشكل خاص، إذ أشارت إلى أن معظم اليهود الأميركيين الذين يختارون الإقامة في المستوطنات هم من ذوي التوجهات “اليسارية” وفق المعايير الأميركية، الذين يتبنون مواقف متشدّدة في كل ما يتعلق بالصراع مع الفلسطينيين. وقالت الدراسة إنّ اليهود الأميركيين يقبلون على الاستيطان في الضفة لدوافع صهيونية ولتكريس السيطرة على الأراضي الفلسطينية. واعتبرت الدراسة أن هذه المعطيات تكشف حجم التناقض في السياسة الأميركية، التي تنتقد من جانب البناء في المستوطنات في الضفة والقدس المحتلتين، لكنها في الوقت نفسه تغض الطرف عن حقيقة إسهام مواطنين أميركيين في تكريس المشروع الاستيطاني اليهودي على الأراضي الفلسطينية والعربية التي احتلت عام 1967. وأوضحت الدراسة أن معظم اليهود الأميركيين الذين يختارون الإقامة في المستوطنات هم من النخب المثقفة، وبعضهم أساتذة جامعات مرموقون، قدموا فقط من أجل تعزيز الاستيطان. وفي سياق متصل، تبين أن الشباب اليهودي الفرنسي يبدون حماسةً للتطوع في ألوية عسكرية إسرائيلية متخصصة في التنكيل بالفلسطينيين. وبحسب تحقيق بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، عرضت تقريرا عنه على موقعها بتاريخ 21 أغسطس/آب، فإن معظم الشباب اليهودي الفرنسي يتطوعون للخدمة في لواء “كفير”، أكبر ألوية المشاة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والذي يتمركز في الضفة الغربية. ويتولى لواء “كفير” تنفيذ العمليات العسكرية والأمنية في أرجاء الضفة، حيث إن عناصر اللواء مسؤولون عن معظم عمليات القتل التي ينفذها جيش الاحتلال ضدّ المدنيين الفلسطينيين. ويلعب اللواء الدور الرئيس في تأمين المستوطنات اليهودية، وحماية المستوطنين، وتحديداً في النقاط الاستيطانية، التي أقيمت بدون إذن حكومة الاحتلال الإسرائيلية. ويذكر أن تحقيقات نشرتها وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخراً دللت على أن اليهود الفرنسيين، معظمهم من المتدينين، الذين يتبنّون مواقف متطرفة من الصراع.
المصدر : العربي الجديد can viagra lower blood pressure.