sildigra online america. في قصة وفاة العريس عز الدين أبو حمدة من قرية زيتا شمال طولكرم في أول يوم من شهر “العسل” الذي اختار ماليزيا، لقضائه فيها يوم أمس الاحد، ثمة صدمة تتعدى فاجعة زوجة فقدة زوجها بعد يومين من زواجهما، وصدمة ام كانت تزين المنزل استعدادا لاستقبال المهنئين بزواج ابنها البكر يوم غد الثلاثاء..
في الفاجعة صدمة طالت قصة عشق جمعت بين الزوجين “عز” و “وفاء”، وألم حل على كل اهالي القرية الذين لم يدفنوا بعد الحزن على شاب في مقبتل العمر، توفي في صعقة كهربائية قبل اسبوع من حفل زفاف “عز”.
مراسم زفاف العروسين كانت مميزة، وكانت اكبر من مراسم الفرح المعتاد في قرية صغيرة، فاهالي القرية والاصدقاء حضروا باكر الى الاحتفال، زف العريس الى “اميرته” المزهوة بالتاج الابيض على وقع الزغاريد والاهازيج الشعبية التي صدحت في كل ارجاء القرية، يوم الجمعة الماضي!.
“كل شيء كان جميلا”، كما تقول ابنة عمه شرين في حديث مع “القدس” دوت كوم، فالشاب زف الى محبوبته “وفاء”، وصارت المراسم على اجمل ما كان مخططا لها، وكانت الفرحة كبيرة في قلوب كل من حضر، حتى وصل الخبر الصادم الذي افجع القرية باكمالها، ان “عز الدين” غرق في “شهر العسل” !.
تقول شيرين “ان عز الدين الذي جمعته قصة عشق مع زوجته اتفقا على انهما سيذهبان في رحلة الى تركيا لقضاء “شهر العسل”، الا انه في آخر لحظة فاجأها في يوم زفافها بحجز رحلة الى اجمل منتجع في ماليزيا، “ليليق بحبهما” كما قال لعروسته امام الاهل في لقاء الوداع الاخير”.
وتابعت، وصل العروسان الى ماليزيا والتقطا صورا “تخلب الانظار” من داخل المنتجع، وشاركها مع الاهل على الفيسبوك، وفي ساعات ظهيرة يوم الاحد اتصلت العروس بصوت “مفجوع” باهلها، وقالت ان زوجها “رحل” ، وانتهى كل شيء جميل !.
في تفاصيل الكارثة، نزل العروسان للاستجمام في نهر صغير منسوب مياه ضحلة، واثناء جلوسهم على ضفة النهر سقط “حذاء” العريس” بالمياه، ونزل “عز” لالتقاطه، وعلى بعد خطوات تعثر العريس داخل مياه عميقة حيث لا يجيد مهندس الكترونيات السباحة، وسرعان ما توارى العريس عن نظر عروسه، وبدأت بالصراخ (حيث كانا يتواجدا في مكان بعيدا نسبيا عن المستجمين)، وحين وصل “المنقذون” واخرجوه كان يلفظ انفاسه الاخيرة.
نقل العريس في سيارة الاسعاف وكانت العروس تمسك في يديه حتى لفظ انفاسه الاخيرة، وما زالت زوجته التي تتواجد وحيدة في ماليزيا ترفض العودة بدون زوجها رغم مناشدة الاهل لها بالعودة، حيث كان من المقرر ان يعودا معا يوم غد الثلاثاء.
وتقوم العائلة باتمام اجراءات اعادة جثة عز الدين بالتنسيق مع سفارة فلسطين من ماليزيا، حيث من المتوقع ان يصل جثمانه يوم الخميس الى فلسطين، لدفنه الى مثواه الاخير.
تقول العائلة ان ما حصل كان صادما، حيث كانت تستعد لاستقبال العروسين للمباركة لهما في منزلهما في مدينة رام الله حيث يقيم العريس، واشترت الهدايا والحلويات لاستقبال المهنئين، الا ان الساعة الثانية من بعد ظهر يوم امس الاحد قلبت حياة العائلة الى “كابوس” اسود، لم تصدق فيه بعد ان عز الدين الابن البكر والعريس سيعود بالكفن الابيض من شهر العسل !.