الرئيس بذكرى انطلاقة الثورة: شعبنا لن يركع ولن يستسلم

1 يناير 2016آخر تحديث :
الرئيس بذكرى انطلاقة الثورة: شعبنا لن يركع ولن يستسلم

قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، مساء اليوم الخميس، أن شعبنا لن يركع ولن يستسلم مهما بلغت التضحيات، موضحا أن القرارات المصيرية ستخضع لاستفتاء.
وقال الرئيس في خطاب وجهه، لمناسبة الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية: إننا طلاب حق وعدل وسلام، وإن السلام والأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة بل في العالم لن يتحقق أي منها إلا إذا تم الاعتراف بحقوق شعبنا وحل قضيته حلاً عادلاً، عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967، وزوال الإستيطان وتفكيك جدار العزل والفصل العنصري وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، وإطلاق سراح جميع أسرانا المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وعلى نحو يفضي إلى استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال :نؤكد عزمنا على تحقيق المصالحة الوطنية، وتصميمنا على لم شمل شعبنا الفلسطيني واستعادة وحدته الجغرافية، وماضون في توجهنا الصادق لتشكيل حكومة وحدة وطنية، على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، فالواقع الذي يعيشه شعبنا وقضيتنا وخطورة المرحلة تفرض علينا أن نكون جسداً واحداً يكرس الوحدة الوطنية عبر حكومة تتمثل فيها فصائل وفعاليات العمل الوطني الفلسطيني كافة، بهدف تعزيز صمود شعبنا ومشاركة الجميع في تحمل المسؤوليات الوطنية.
وقال ” لمن يراهنون على انهيار السلطة أو حلها، فهذا أمر غير مطروح، فهي واحدة من مكتسبات وإنجازات شعبنا على طريق إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس سيادة القانون، وتكريس الهوية الوطنية، وتحقيق الاستقلال.
وأكد الرئيس أن إقامة السلطة الوطنية هو انجاز من انجازات شعبنا، مضيفا “لمن يراهنون على انهيار السلطة أو حلها، فهذا أمر غير مطروح، فهي واحدة من مكتسبات وإنجازات شعبنا على طريق إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس سيادة القانون، وتكريس الهوية الوطنية، وتحقيق الاستقلال”.
وخاطب الرئيس الشعب الاسرائيلي :” حكومة بلادكم تضللكم، وهي لا تريد السلام لكم ولا لنا، وإنما تسعى بكل السبل لإطالة عمر إحتلالها واستيطانها لارضنا، وهي تريد الأرض والأمن والسلام لها وحدها وهذا أمر مستحيل القبول به، نعم لن نبقى وشعبنا تحت سطوة احتلالكم واستيطانكم، ولن نقبل باستمراراحتجازكم لجثامين شهدائنا، ولن نقبل استمرار اعتقالكم لأسرانا، فاخرجوا من حياتنا وأرضنا وارفعوا أيديكم عن مقدساتنا المسيحية والاسلامية”.
وقال للاسرائيليين” إن دباباتكم ومدافعكم وطائراتكم وجدرانكم واستيطانكم، كل ذلك لن يجلب لكم أي أمن أو سلام، وإنما اعترافكم بحقوق شعبنا، وبالظلم التاريخي الذي الحقتموه به، وإصلاح الضرر والإقرار بالحقوق، والتحلي بالشجاعة للقيام بذلك هو مايصنع السلام، فهل انتم مستعدون لذلك؟.
وشدد الرئيس على أن تحقيق السلام في منطقتنا، سيسحب الذرائع من المجموعات الإرهابية التي تعمل باسم الدين، وتستخدم اسم فلسطين والقدس ذريعة لإرهابها.
واضاف :” على مشارف العام الجديد، نحيي شعبنا الفلسطيني الصامد الصابر في كل مكان، ونشيد بأبناء أمتنا العربية المجيدة، وأصدقائنا، أحرار العالم وشرفائه، الذين شاركونا نضالنا وكفاحنا، والذين دعمونا وتضامنوا معنا.
وقال ” نحيي اليوم الذكرى الحادية والخمسين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، انطلاقة أنبل الظواهر وأعظمها، حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، حركة الأحرار في وجه الاحتلال والذل والطغيان، حاملة راية الحرية والكرامة والصمود.
وتابع ” هذا ما دفع ثلة طليعية من الميامين الفلسطينيين بقيادة الشهيد الرمز ياسر عرفات، بإبداع ثورة رائدة، لشعب جريح، رفعت شعار فلسطين لكل أبنائها، ولكل من يستطيع الدفاع عنها، فآمنت بحشد كل طاقات شعبنا وتوحيدها في سبيل فلسطين، وواصلت المسيرة وحققت انتصاراتها، وضربت الأمثلة النموذجية في المحافظة على استمراريتها، ومنعت كل محاولات التصفية والطمس، وتجلت في تعزيز مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني، مما حافظ على كينونة شعبنا وهويته الوطنية”.
وقال ” بين النكبة والنكسة، ومنهما إلى اليوم، لازال يجترح شعبنا ملحمة الصمود والنضال والمقاومة التي بقيت وستظل، دفاعاً عن هويته وحقوقه العادلة والمشروعة، وعن ثوابته الوطنية التي لم ولن نحيد عنها يوماً، مهما كان حجم التضحيات، فالحرية والسيادة والاستقلال على ترابنا الوطني هي أهداف نعمل على تحقيقها، ففلسطين الأرض الطاهرة المباركة، هي عهد الأجداد للآباء، وهي أمانة الآباء للأبناء والأحفاد، نحميها بالصدور والسواعد، وسنظل نحمل الراية والشعلة وفاءً لهذا الإرث الذي لايضيع، ولن يضيع، والذي افتداه، ولازال يفتديه شعبنا بعشرات الآلاف من الشهداء، والأسرى، والجرحى، والمعتقلين، من أجل حرية وطنهم وشعبهم.
وقال :” فلكم علينا يا شهداءنا الأبرار، ويا أسرانا البواسل، ويا جرحانا الأعزاء، أن نظل سوياً، شعباً وقيادة، نحمي الحلم، وندافع عنه، ونتمسك بالعهد والقسم”.
وتابع الرئيس عباس يقول إن تحقيق السلام في منطقتنا، سيسحب الذرائع من المجموعات الإرهابية التي تعمل باسم الدين، وتستخدم اسم فلسطين والقدس ذريعة لإرهابها.
واكد الرئيس أن الهبة الشعبية الذي تشهدها بلادنا، هي رد فعل ناتج عن استمرار الاحتلال والاستيطان وامتهان للمقدسات، وغياب حل عادل لقضيتنا، بل وأنسداد الأفق السياسي ، وغياب الأمل بالمستقبل، الأمر الذي يولد الأحباط لدى الشباب في أنبثاق فجر جديد يشعرون فيه بالأمن والأمان، فالاحتلال يستبيح بسياساته القمعية كل شيئ، ويعمل على تعقيد حياة شعبنا، وجعلها جحيماً لايطاق.

ورغم كل ذلك، فإن شعبنا لن يركع، ولن يستسلم، ولن يذل، وسينبعث من جديد، وسنعمل معاً على استكمال بناء مؤسسات دولتنا، وتطوير اقتصادنا، ومن ناحية أخرى، سنستمر في خوض معركتنا السياسية والدبلوماسية، وتثبيت جذور دولتنا المسلحة بالقانون الدولي وبعضويتها في الأمم المتحدة والمنظومة الدولية.
واردف الرئي سعباس ” إننا نرفض ما تمارسونه بحق شعبنا وبحق القدس وأهلها، والمسجد الاقصى المبارك، والمسجد الابراهيمي في الخليل، والمساجد والكنائس في كل أرجاء فلسطين، وإننا لن نقبل بإطلاق العنان لعصابات المستوطنين الإرهابيين التي تحرق البيوت وساكنيها وتمارس الإرهاب والعنف ضد شعبنا الفلسطيني في مدنه وقراه ومخيماته ، إضافة إلى سياسة العقاب الجماعي وهدم المنازل.
وقال الرئيس: نحن من جهتنا أعطينا الفرصة تلو الفرصة من أجل مفاوضات جادة ومثمرة ، ولكن حكومتكم ظلت كما هو دأبها تدير الصراع، وتتهرب من استحقاقات السلام، وتعمل على إطالة عمر الاحتلال، وتسعى لتحويله إلى صراع ونزاع ديني ستكون عواقبه وخيمة على الجميع.
وتابع ” نمد إليكم أيدينا بالسلام القائم على الحق والعدل ونحن باقون هنا على هذه الأرض فهي أرضنا على ثراها ولدنا وعشنا وسنظل نعيش ونحيا وسنموت وندفن ولا توجد قوة في الأرض مهما بلغت عنجهيتها وغطرسة قوتها وبطشها تستطيع إلغاء تاريخنا وحضارتنا، ووجودنا الثقافي والإنساني قد تستطيعون قتل أجسادنا ولكن أحداً لن يقدر على قتل أحلامنا وإرادتنا في الحرية والعيش بكرامة في وطننا فلسطين”.
وجدد الرئيس التاكيد على أننا لن نعود للمفاوضات من أجل المفاوضات، ولن نبقى وحدنا نطبق الإتفاقيات الموقعة، ولن نقبل بالحلول الإنتقالية أوالمؤقتة، وسنعمل على توفير نظام حماية دولية لشعبنا، وإننا مع إنشاء مجموعة دعم دولية، تضم عدداً أكبر من الدول ذات العلاقة، مثل المجموعات التي نشأت للتوصل لحل أزمات المنطقة، وكما نطالب بعقد مؤتمر دولي للسلام.
وقال :” إننا سنواصل العمل على فك الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة، واستكمال مسيرة إعادة إعمار ما دمره الإختلال، وإن عودة الشرعية لقطاع غزة، ستؤدي حتماً إلى تخفيف المعاناة وإنهاء العديد من المشاكل التي يعاني منها شعبنا هناك.
ومن هنا فإنه يتوجب، أن تتوقف جميع المزاوادات وأشكال التحريض، وتصيد الأخطاء، لكي نمضي جميعاً في مسيرتنا نحو تحقيق الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال لشعبنا، كما ولا بد من إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لتجديد هيئاتنا وأطرنا التنفيذية، فنحن متمسكون بالديمقراطية الفلسطينية الناشئة والواعدة، وهو أمر نعتز به كثيراً وسنظل نعمل على تنميتها وتطويرها.
وتابع هذا في الوقت الذي نعمل فيه من أجل عقد المجلس الوطني الفلسطيني، بهدف تدعيم منظمة التحرير الفلسطينية، التي هي الإطار الجامع والممثل الشرعي الوحيد لشعبنا الفلسطيني حيثما وجد. ordini cialis spese di spedizione.