في يوم المرأة..فتيات غزة بلا مستقبل ولا زواج!

7 مارس 2016آخر تحديث :
في يوم المرأة..فتيات غزة بلا مستقبل ولا زواج!

ببساطة || أكرم عطاالله

 

هنا في غزة يتحطم المجتمع، من لا يرى ذلك ليس له عيون للرؤية ولا أذنان للسمع ولا قلب حتى، المجتمعات حالة انسانية مترابطة عندما ينهار جزء منها تنهار كلها، ماذا نتوقع بعد اغلاق تسع سنوات وحصار وانهيار للاقتصاد ولأن الاقتصاد هو المحرك الأبرز للمجتمعات فإن انهياره يعني انهيار كل شيء وهذا ما حصل. بالامكان احصاء ما لا يحصى من المآسي القائمة هنا تحت سمع وبصر مسؤولين نصّبوا أنفسهم على هذا الشعب الحزين ثم تركوه تنهشه الحياة بهذه القسوة، الأبرز في غزة أن آلة تطور المجتمع كأنها أصيبت بعطب والتي يقف في مركزها فرص العمل للشباب والتي أصبحت منعدمة تماماً، فلا وظائف في القطاع العام الذي يشكو الفقر مطالباً بالرواتب، ولا القطاع الخاص الذي دمر الاحتلال مؤسساته في ثلاثة حروب وتكفل الحصار بتدمير ما تمكن منها من النجاة، ثم اكتمل الانهيار بفرض الضرائب الباهظة. هذا يعني أن لا فرص عمل لجيل من الشباب يتدافع وسط زحام الحياة، فالوظيفة هي التي تؤمن قدرته على شراء منزل وتمكنه الزواج وفي ظل انعدامها بالتأكيد يصبح موضوع الزواج واحد من أحد المستحيلات التي يمكن أن يلمسها من يستمع للشباب وهمومهم، ولكن الشاب بكل الظروف يستطيع الانتظار بلا أزمة نفسية إذا ما زاد عمره خمس سنوات ولكن ماذا عن الفتيات؟؟ تراقب الفتيات في غزة هذا الواقع بأسى كبير وهي ترى انعدام الامكانيات لدى الشباب الناتجة عن اغلاق الأفق أمامهم ويدركن أن فرصة الزواج باتت صعبة جداً وتزداد صعوبتها كلما مر عام زيادة لأن عمر سن الزواج بالنسبة لها محدد وكلما مر الوقت تتراجع الفرصة أكثر، سألت بعض الفتيات الخريجات عن أكثر مشكلة تشغلهن في غزة كانت الاجابة ايجاد فرص عمل للشباب وطبعا مفهوم لماذا؟ حتى يتمكن من التقدم لها وتحمل مسؤولية الزواج . ماذا يمكن أن نقول لهؤلاء اللواتي ينتظرن على قارعة العمر ينزفن سنوات مستقبلهن بقلق شديد؟ بالتأكيد سنكرر فهلوتنا العادية كما كل السنوات الماضية لنقول لهن كل عام والمرأة العظيمة والعملاقة والرائدة وما يتم اطلاقه بسخاء فارغ من أوصاف لا تعني شيئاً لمن ينتظرن حياة كريمة وفارس أحلام كما الأحلام الصغيرة لكل البسطاء في العالم، لكن يبدو أن بناتنا أقل لأننا نرتكب جريمة هدر العمر بالنسبة لهن ولا نشعر بذلك، لا أحد يحسن بهن وبالأزمة النفسية التي يعشنها. أحد الزملاء الكتاب المقرب من حركة حماس وفي معالجته للأثار مبتعداً عن الأسباب طالب بتنازل الفتاة عن الشقة والقبول بالزواج في غرفة في بيت العائلة، لقد أدرك المشكلة لكن كأنه يقايض الفتاة “تريدين الزواج تنازلي اذن” ولكن ذلك لا يحل المشكلة فالغرفة هي بيت بحد ذاته كيف سينفق عليها الزواج في ظل البطالة وانغلاق الأفق؟ وماذا بعد عامين أو ثلاثة حين تكبر عائلة الغرفة؟ هكذا الأمر حلول ترقيعية بلا أفق كما درجت العادة بغزة التي اصطدمت بالحائط وتولدت أزمات أعقد كثيراً من تلك الحلول. انها صرخة من المرأة في يوم المرأة، صرخة الخائفة وهي تراقب ضياع مستقبلها فلم يعد يهمها الوطن والانقسام وصراع السلطة وكل الشعارات التي اتخمت وسائل الاعلام ليل نهار لكن العمر يمضي، وما يزيد الطين بلة أن الأمور تصبح أكثر تعقيداً لأن العمر يتقدم والفرصة لا تنتظر فاذا لو انتهى هذا الوضع الكارثي وهي في منتصف الثلاثينات؟ ماذا يعني لها الوطن والفصائل والشعارات؟ ما يرتكب هو جريمة استولدت واستنسخت جملة من الجرائم يعرف الأمن أكثر منا بكثير لأنه متفرغ لمراقبتها ومتابعتها ورصدها ولا أعرف إن كان يحيل تلك الجرائم للدراسات العملية وللوصول لاستنتاجات وحلول جذرية معروفة طبعاً، أو أن المقارنة الساذجة مع ليبيا واليمن وسوريا باتت مقنعة لتسكين الوضع القائم؟ وفي كل مرة نكتب محذرين من الانهيار وتداعياته في الثامن من آذار اعتدنا أن نكتب تهنئة للمرأة ونقول كلاماً فارغاً لكن هذا العام فلنحاول قليلاً أن نسمع من المرأة عن ألمها إذا كان لدينا أذنان للسمع، ونساء غزة وفتياتها لديهن كابوس لقد أصبح عقدة مصاحبة، يكفي هذا العبث..غزة بحاجة لحل شامل وليس ترقيع لأن المجتمع أصيب بالشلل والحل معروف يمكن استنتاجه من تجربة حركة حماس !!

  suhagra.