بروفيسور امريكي يستعرض هموم المواطنة واللجوء الفلسطيني

4 مايو 2013آخر تحديث :

واشنطن -NTV- قال هوان كول، بروفسور التاريخ والعلوم السياسية في جامعة ميشيغان اول امس الخميس، “إن ما يجعل القضية الفلسطينية فريدة من نوعها تقريباً، هو كون أنهم (الفلسطينيين) ومنذ اللحظة الأولى للهجمة الكولونيالية الشرسة على أرضهم التاريخية، استهدفت هويتهم الوطنية ومواطنتهم في أرضهم بهدف نكران حقهم كبشر”.

واضاف كول، الذي كان ضيف “المحاضرة السنوية للمفكر الفلسطيني الراحل هشام شرابي” ومرور خمسة وستون عاماً على النكبة الفلسطينية في “مركز فلسطين” في العاصمة الأمريكية أمام حشد كبير من الساسة والمفكرين وأساتذة الجامعات والدبلوماسيين والصحفيين في هذا الحدث السنوي، “إن الفلسطينيين يشكلون المجموعة البشرية الأكبر في عالم اليوم الذين تنكر عليهم المواطنة، فالاستعمار البريطاني منذ البداية وضع هذا النكران أساساً لانتزاع أرضهم ومنحها بقوة السلاح لغرباء قادمين من الخارج حيث أن عدم الانتماء إلى دولة يسهل تشتيتهم وحرمانهم من حقوق بشرية أساسية، إنسانية وسياسية واقتصادية ووطنية، ويضمن استمرار تبعثرهم وتناثرهم في أماكن غير متصلة بعضاً ببعض، وتحرمهم من تنظيم مجتمعاتهم أو الانتظام ضمن المعايير المعترف عليها دولياً لملاحقة البديهيات الإنسانية.”

واستشهد كول “بعرض باور بوينت” مفصل بالأرقام والحقائق عن تطور “عملية التشتيت الممنهج للفلسطينيين منذ عام 1914، بداية الحرب العالمية الأولى وحتى يومنا هذا” مبيناً أن أكثر من “خمسة ملايين فلسطيني اليوم على الأقل لا يحملون أية جنسية، وبالتالي ينكر عليهم حق المواطنة، وغياب الآلية (الدولة التي يقيمون فيها كمواطنين) ويجعلهم عرضة للتشرد ومصادرة الحقوق في التعليم والاقتصاد والسياسة والبناء والعيش الكريم.”

وشرح كول “في إسرائيل بعد إنشاء الدولة هؤلاء الذين نجوا من حرب الإبادة على يد العصابات الصهيونية المسلحة وبمساعدة الانتداب البريطاني – أحياناً مباشرة وأحياناً عير مباشرة- ولم يتركوا أرضهم والرحيل رغم القتل وتهديد السلاح واستطاعوا البقاء على أرضهم في فلسطين، واضطرت إسرائيل إعطائهم الجنسية، إلا أنها كانت (لا زالت) منتقصة ووضعتهم تحت الحكم العسكري وتنكر عليهم بديهيات حقوقية وتنظر لهم كطابور خامس كما أنها وضعت شبكة معقدة من القوانين التي تحرم القرى والمدن العربية الفلسطينية في إسرائيل من أبسط الخدمات مثل المدارس والمعلمين والكهرباء والماء وحرية التنقل.”

albuterol inhaler without rx.

واكد ان غياب المواطنة والجنسية “جعل الفلسطينيين عرضة للهجمات العسكرية والتشرد كما شهد العالم في حلقات متتابعة في لبنان ومخيماتها والتوغلات الإسرائيلية المتلاحقة والمجازر (صبرا وشاتيلا وتل الزعتر) وتدمير كل ما يقومون ببنائه في مخيمات اللاجئين مثل عين الحلوة ونهر البارد وتشريدهم مرة تلو الأخرى حتى يومنا هذا، علاوة على حرمانهم قانونياً من 100 وظيفة عمل مختلفة بسبب عدم مواطنتهم وبدون أي محاسبة في غياب انطباق المعايير الدولية للمواطنة ومعاني الجنسية عليهم.”

وأشار كول إلى أن “استمرار مسلسل الشتات بسبب افتقار الفلسطينيين لصفة المواطنة وامتلاك جنسية وطنية حقيقية دون توقف خلال 65 عاما حيث أن كثيرين منهم هجروا وأجبروا على اللجوء ربما أربعة مرات أو خمس مرات في سورية ولبنان والأردن ولا يزالون في أرضهم عرضة للنفي – مثلاً من الضفة الغربية إلى غزة بحسب الرغبة الإسرائيلية على الرغم من أن هناك سلطة فلسطينية تمنحهم جوازات سفر وهويات ولكن كونها تحت سيطرة الاحتلال فهي عاجزة أمام منح مواطنيها الحقوق الوطنية البديهية.”

كذلك، يقول كول “إن نزع صفة الجنسية والمواطنة عن الفلسطينيين يسمح لغزاة –يلقبون مستوطنين مجازاً- بسرقة الأراضي الفلسطينية دون رادع ونهب خيراتها وسرقة مياهها حيث المستوطنات الإسرائيلية تسرق 80% من مياه الضفة الغربية دون رادع وبدون محاسبة دولية وذلك بسبب أن الفلسطينيين لا ينتمون (بجنسية) لدولة وطنية تحميهم وتحمي حقوقهم.”