الكوتا المسيحية في الانتخابات المحلية

5 أغسطس 2016آخر تحديث :
الكوتا المسيحية في الانتخابات المحلية
الكوتا المسيحية في الانتخابات المحلية

buy zoloft online. كتبت / رولا سرحان

أثار المرسوم الصادر عن الرئيس محمود عباس مؤخراً، بشأن تخصيص عدد من المقاعد للمسيحيين في الانتخابات المحلية المزمع اجراؤها بتاريخ 8 أكتوبر القادم، جدلاً لا معنى ولا مبرر له، امتد في مواقع التواصل الاجتماعي وفي النقاشات الأسرية والمجتمعية وبين الأصدقاء، وتسبب في كثير من الحالات إلى احتدام النقاش بين الأطراف المختلفة.

الجدل تمثل في أربعة محاور أساسية:

المحور الأول: تم التعاطي مع المرسوم وكأنه مفاجأة صادمة، وأن حدثاً غير مسبوق قد وقع، وجاء على حين غرة. علماً أنه تم اعتماد الكوتا المسيحية في الانتخابات السابقة المحلية والعامة، بما ينفي على الأقل عنصري المفاجأة والصدمة لمن يعلم ويتابع.

المحور الثاني: جاء على شكل تساؤل بشأن المغزى من التمييز الإيجابي للمسيحيين، وتخصيص مقاعد لهم على حساب المسلمين، علماً بأن تخصيص المقاعد الوارد في المرسوم الحالي والمراسيم السابقة كان للمسيحيين والمسلمين، وهذا يدلل من حيث المبدأ أن من أثار هذه المسألةً لم يطلع على المرسوم أصلا.

المحور الثالث: تم التعاطي مع المرسوم على أنه سيؤثر في نتيجة الانتخابات لصالح طرف على طرف وأن النتائج ستكون محسومة لجهة على أخرى. علماً بأن قائمة الهيئات المحلية المقرر إجراء الانتخابات فيها تتكون من 416 هيئة محلية، وتخصيص المقاعد الوارد في المرسوم يتعلق بـ 9 هيئات محلية معروفة.

المحور الرابع: أن تخصيص الكوتا للمسيحيين يخل بمبدأ المساواة الذي نص عليه القانون الأساسي الفلسطيني، علماً بأن القانون الأساسي يضم العديد من النصوص القائمة على التمييز الإيجابي بهدف تعزيز الحقوق والمشاركة المجتمعية والمساهمة في صناعة القرار.

يبدو أن الخلل في مفهوم المواطنة واحترام التنوع باعتباره مصدر غنى ومناعة مجتمعية شكلت أساس قوة وصمود أبناء هذا الشعب لفترات طويلة قد بدأ بالتراجع، إن لم يكن قد تراجع بالفعل، ليهدد النسيج المجتمعي ككل، في وقت نحن أحوج ما نكون لنبذ الانقسام فلا نضيف إليه المزيد من التشرذم.

جميع النقاشات والتعليقات التي تابعتها على مواقع التواصل الاجتماعي أو شهدتُ إحداها أو نقلت إلي أخبارها تؤكد أننا نتنفس الأفكار المتعصبة، والمتطرفة تماماً مثلما نتنقس الهواء الملوث.

النقاشات كشفت عن عقول رسبت في ألف باء الديموقراطية، وكشفت عن نفسها بأنها لا تؤمن داخلياً بالتنوع والتعددية والتمكين، وإن ادعت خلاف ذلك، وأسوأ ما في الأمر أنها فشلت في احترام الانسان.

الكل يحاول إلقاء اللوم على الآخر بأنه سيكون السبب في تفجير الوضع بينما يحمل كل منا بين يديه إصبع الديناميت.