1744 meds delivered overnight. هدمت قوات الاحتلال الاسرائيلي عشرات المنازل الفلسطينية في القدس والضفة الغربية خلال العام الماضي، هل كان هدم المنازل احد اسباب تراجع انتفاضة السكاكين ؟ هل أصبح الشاب الفلسطيني يفكر مرتين قبل تنفيذ العملية لان عائلته ستصبح فورا دون مأوى؟
اسئلة طرحها الموقع الالكتروني للقناة الثانية الذي تناول أمس سياسة هدم المنازل ومدى فاعليتها ودورها في تراجع الانتفاضة الفلسطينية وما اسماه بزيادة الكره اتجاه الاسرائيليين.
“انفجار يصم الاذان او ضجيج الجرافات والمعدات الثقيلة، سواء كان صوتا لمرة واحدة او ضجيجا يستمر لساعات طويلة هذا في “تاريخ الإرهاب” عبارة عن اغلاق دائرة بدأت فصولها بتنفيذ عملية او هجوم ادى لمقتل احد ما، وانتهى بهدم منزل المنفذ على قادة “الجريمة والعقاب” اضاف الموقع في مقدمة تقريره .
ونقل الموقع عن “يرون بلوم” وهو ضابط كبير في جهاز الشاباك قوله “نحن نخوض معركة على الوطن والبيت واذا لم نعرف كيف نقاتل بوسائل يفهما العرب تعتبر فعالة من وجهة نظهرهم وتفكيرهم هم وليس وفقا لتفكيرنا الغربي “الاشكنازي” سننهزم ونخسر الحرب”.
بدوره قال الجنرال احتياط “يوني بوغل ” القائد العسكري السابق من قبل قوات الاحتلال لمنطقة جنين وطولكرم “الفائدة مبالغ فيها ومضللة فيما تعتبر التكلفة عالية جدا وعملية هدم المنازل والقوة النابعة منذ ذلك الفعل لا تخلق ردعا ولو كانت هذه السياسة رادعة لما اندلعت اصلا الانتفاضة الاولى “.
هدمت قوات الاحتلال منذ بداية ما اسمه التقرير الاسرائيلي بانتفاضة السكاكين 26 منزلا في الضفة الغربية وإذا اضفنا المنازل التي تم هدمها في القدس فسيلامس الرقم حدود الاربعين منزلا وغالبية “المنفذين” لم يشاهدوا بام العين عملية هدم منازلهم لانهم قتلوا خلال العملية التي نفذوها ورغم ادراكهم ان اسنان عائلاتهم ستتحطم اختاروا تناول الثمرة الصلبة شرب الكأس المسمومة – حسب تعبير الموقع الالكتروني .
حام فوق كل منزل من هذه المنازل السؤال الكبير: هل هدم هذا المنزل سيردع “منفذ العملية” القادم ؟ هل فعلا سياسة هدم المنازل تمنع “الارهاب” كما يعتقد مسؤولو المؤسسة الامنية او انه يغرس بذور الحدث والعملية القادمة كما يدعي معارضو هذه السياسة ؟
“هناك شكل في معرفة الشاب الفلسطيني عمار ابو عيشة الناشط في حماس والأب لثلاثة اطفال مدى حجم مساهمته ودوره في كتابة التاريخ حين خرج في صباح يومي حار من ايام حزيران 2014 برفقة صديقه مروان قواسمة لتنفيذ عملية ونجحوا بخطف ثلاثة شبان من مستوطنة عصيون وقتلهم في عملية هزت اسرائيل وتسببت بتنفيذ عملية “عودة الاخوة ” التي سرعان ما تطورت الى حرب اطلق عليها اسم “الجرف الصامد ” استهدفت قطاع غزة وتم اغتيال ابو عيشة وتم هدم منزله الملاصق لمنزل والده وشقيقه وسبق ان هدم هذا المنزل عام 1995 حين ساعد والد ابو عيشة في اخفاء مطلوبين داخل منزله وحينها كان “عمار ” الذي قتل المستوطنين الثلاثة في الـ 13 من العمر .
وقال والد عمار ابو عيشه “ان حقيقة فشلهم في ردعنا عام 1995 يثبت استحالة الردع لا بالقتل ولا بهدم المنازل “.
“فكر عمار في الذهاب الى الجنة وعرف انهم سيهدمون المنزل الامر الذي زاد الكره عليكم” قالت نادية ابو عيشة والدة عمار لمعد هذا التقرير .
ترافق سياسة هدم المنازل “الحرب على الارهاب ” المندلعة منذ عام 1996 لكن الانتفاضة الثانية التي تفجرت عام 2000 اعطت هذه السياسة ابعادا دراماتيكية حيث تم هدم ما لا يقل عن 666 منزلا جرى تدميرها بشكل كامل خلال خمس سنوات .
وقدمت لجنة برئاسة “اودي شيني” عام 2005 توصية بالتراجع عن هذه السياسة والتوقف عن استخدام هذه الوسيلة العقابية مشككة بهذه السياسية التي تقف تقريبا على حافة القانون الدولي .
وهدمت قوات الاحتلال مؤخرا منزل الطفل البالغ من العمر 15 عاما المتهم بقتل الفتاة “دفنا مائير” بعد ان فرضت المحكمة عقوبة السجن المؤبد عليه لكن والده بدر عبد الله قال “لأنهم هدموا منزلي لن يأتي يوم واحد اندم فيه على قتلهم انا لم ارتكب أي خطأ لكن طفلا صغيرا هو من قام بهذا “.
“يواصل سؤال الفائدة والجدوى مقابل الثمن والتكلفة ملاحقة اسرائيل، وهذا امر جيد بحد ذاته ويؤشر الى قوة الديمقراطية بما يجعلنا لا نخشى طرح الاسئلة وفحص انفسنا لكنها ستفشل في شيء واحد مؤكد، وهو كسر الهالة الكبيرة المحيطة بالشهداء وبالتالي اجبار الطرف الاخر على طرح السؤال هل قتل سيدة بريئة يعتبر عملا بطوليا؟ ” هنا اختتم الموقع الالكتروني للقناة الثانية تقريره .