لا يطالب اهالي قرية عرب الرشايدة الى الشرق من بيت لحم اكثر من ان يبعد مصنع”اسمنت فلسطين” عن منازلهم نحو خمسة كيلو مترات عن منازلهم واماكن تجمعات الرعاة ومواشهم في منطقة الرعاة في برية ما يعرف بعرب الرشايدة حيث تمتد هذه البرية الى مشارف ضفاف البحر الميت .
وبهذا الصدد نظم الاهالي وتلاميذ المدارس عدة فعاليات احتجوا فيها على اقامة هذا المصنع وكان اخر هذه التظاهرات قبل ثلاثة ايام اثناء قيام طواقم من شركة كهرباء محافظة القدس ودائرة الاثار في وزارة السياحة بزيارة ميدانية للموقع المفترض اقامة مصنع الاسمنت عليه تحت حراسة لعناصر من الاجهزة الامنية الفلسطينية فقوعت مشادات بين الجانبين.
وبهذا الصدد يقول الناشط في اللجنة الشعبية بقرية الرشايدة فرحان رشايدة لمراسل”القدس” اننا مصممون على ان تلبى مطالبنا التي وصفها بالعادلة والتي تتمثل بالابتعاد عن اخر منزل في القرية خمسة كيلو مترات من اجل ان يتم تجنيب الاهالي الاثار الصحية الخطيرة عليهم من جراء اقامة المصنع اذ معرض ان يصاب الاهالي بامراض الازمة والربو والحصوة وما شابه ولذلك فانه لا بد من ان يكون هناك مراعاة لاجوال المواطنين الذين يعيشون في قرية وسط الصحراء الشرقية الفلسطينية والتي تبعد نحو عشرين كيلو مترا عن مدينة بيت لحم، ويعاني سكانها من استهداف متواصل من قبل قوات الاحتلال الطامعة في ضم هذه الصحراء الى كيان اسرائيل.
واوضح ان قرية الرشايدة تشكل مصدرا هاما لمنتوجات الثروة الحيوانية حيث يبلغ عدد رؤوس الماشية من الاغنام نحو خمسة الاف راس كما تضم نحو 800 راس من النياق وهذا يتطلب الاعتناء كثيرا بهذه القرية الحيوية خاصة وانها ملاحقة من قبل الاسرائيليين ويمنع اهلها حتى من حفر ابار للمياه الارتوزية وتجميع مياه الامطار، ولذا فان المصنع الذي سيقام على اراضيها يمكن ان يعود بالضرر على مناطق الرعي الواسعة اذا لم يتم مراعاة احتياجات سكان القرية البالغ عددهم نحو ثلاثة الاف نسمة÷ واشار رشايدة الى ان مطالبهم ليست مستحيلة بهذا الاتجاه وهم لا يطلبون المستحيل فقد ابتعد المصنع عن اقرب مستوطنة مقامة على اراضي الرشايدة خمسة كيلو مترات وتدعى معالي عاموس ولذا فهم يطلبون تحقيق ذات البعد.
من جانبه قال احد شيوخ القرية المختار علي محمد سالم رشايدة “اننا نناشد الرئيس محمود عباس والجهات المسؤولة بابعاد هذا المصنع عن اولادنا واهالينا وبيوتنا واراضينا، لان ذلك سيشكل خطرا كبيرا على صحة أولادنا، وسيؤثر سلبا على البيئة والمزروعات ومراعي الماشية التي تعتبر مصدر رزقنا”.
واضاف ان “المصنع سيكون قريبا جدا من بيوتنا واراضينا الرعوية والزراعية، ولا يبعد سوى امتار قليلة عن مقبرة القرية. نحن نطالب بابعاد المصنع عن بيوتنا نحو 6 كيلومترات حسب معايير السلامة المتبعة”
وبدوره قال المواطن محمد سلامة ان “مصنع الاسمنت لا يبعد عن منزلي سوى 500 متر، وهذا يشكل خطرا على حياتي وحياة أسرتي، اضافة إلى أنه سيشكل عائقا أمام تربية الماشية وسيفصلنا عن اراضينا الزراعية”
ويحتاج المواطن سلامة الى مساحات واسعة من المراعي والاراضي العشبية لكي يطعم المئات من رؤوس الماشية والماعز خاصته، وقال “نحن في الرشايدة لسنا ضد بناء مصنع الاسمنت ولكننا نرفض ان يقام هذا المصنع على حساب صحة اولادنا واطفالنا وعائلاتنا وعلى حساب اراضينا الزراعية”
ومن بين مظاهر الاحتجاج ايضا فقد اقدم رئيس مجلس قروي الرشايدة فواز رشايدة وخمسة اخرين من اعضاء المجلس على الاستقال مما دفع باهالي القرية من تشكيل لجنة شعبية تعني بشؤون اهالي القرية ومتابعة احتياجاتهم يتراسها احمد رشايدة.
من جانبه قال محافظ بيت لحم جبرين البكري، ان مصنع اسمنت فلسطين “سيقام على اراضي تمتلكها السلطة الوطنية الفلسطينية ولا يمس بالملكيات الخاصة وان اقامته في هذا المنطقة لا يتعارض مع الحفاظ على صحة المواطنين، ولن يؤثر على البيئة والطبيعة الحيوانية في تلك المنطقة”.
وأكد البكري “المصنع سيتم انشاؤه وفقا للمواصفات الدولية الصحية والبيئية، ومن لديه اعتراض من المواطنين يمكنه التوجه الى الجهات الرسمية وتقديم اعتراضه، ونحن ملتزمون بالقانون وبتطبيقه، ومصلحتنا في بيت لحم ان يتم انشاء هذا المصنع ، لان المحافظة تعاني من ارتفاع نسبة البطالة في صفوف المواطنين
وكان الرئيس محمود عباس قد افتتح المرحلة الأولى من المشروع قبل نحو الاسبوعين في حفل اقيم خصيصا في فندق القصر بمدينة بيت لحم في بيت لحم، وقال في كلمته ان المصنع هو مشروع سيادي يهدف الى تامين احتياج السوق الفلسطينية المتنامي من مادة الاسمنت وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة من خلال توفير اسمنت فلسطيني بجودة عالية وتوفير فرص عمل جديدة في سوق العمل الفلسطيني herbal viagra uk.