عادة ما تتحول فترة مناقشة مشاريع التخرج في جامعة القدس المفتوحة إلى مهرجانات فرح ومواسم بهجة وسرور، حيث يحضر أهالي الطلبة وأصدقائهم إلى جلسات مناقشة أبنائهم لمشاريع تخرجهم، وبعد إجازة لجنة المناقشة للبحث يخرج الجميع ليحتفلوا بأبنائهم بالأغاني والاهازيج وتوزيع الحلوى، وفي هذا العام غابت هذه المظاهر لأن الجامعات مغلقة بفعل حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس محمود عباس لمواجهة تفشي فايروس كورونا.
ومع ذلك فإن الجامعة التي واجهت هذا الظرف الصعب بكل ثقة واقتدار، والتي استطاعت من خلال دورها الريادي في مجال التعليم الالكتروني، وتجربتها الغنية في التعليم عن بعد، واستخدام الوسائط التكنولوجية من المحافظة على استمرار العملية الأكاديمية. وقد تواصل الطلاب مع أساتذتهم بوسائل الاتصال المختلفة، وبذلوا جهوداً كبيرة، وأنجزوا مشاريعهم دون أية عوائق.
الطالب محمد عدنان العطاونة طالب في فرع الخليل، يعمل عسكرياً في قوات الأمن الوطني، أنجز مشروعه بعنوان “دور الحماية الوالدية الزائدة في إضعاف ثقة الطالب بنفسه يسبب التنمر عند طلاب المرحلة الأساسية من وجهة نظر المعلمين في مديرية تربية الخليل” وهو يؤدي واجبه الوطني جندياً على حواجز المحبة في مدينة بيت لحم مدينة المحبة والسلام.
وقد ناقشته عضو هيئة التدريس المشرفة على مشروعه الدكتورة رجاء العسيلي، وهو على رأس عمله ممتشقاً سلاحه حيث مضى عليه أكثر من واحد وخمسين يوماً بعيداً عن بيته.
ويقول الطالب عطاونه إن فرحته لا توصف، وقد غمره زملاؤه على الحاجز بمحبتهم وشاركوه فرحته، ويضيف: اتصلت بي والدتي بعد انتهاء المناقشة وأهدتني أجمل هدية، اهدتني زغرودة فلسطينية.
من جهته، أكد مدير فرع الخليل أ.د.تيسير أبو ساكور أن جامعة القدس المفتوحة التي يقودها أ.د.يونس عمرو بحكمته وحرصه كافحت في هذه المرحلة الصعبة بحيث بقيت مصابيحها مضيئة في كل بيت فلسطيني، وأضاف أننا سعداء كون طلبتنا لم يضع عليهم شيء خلال هذا الفصل الدراسي. وتابع أبو ساكور بأن الجامعة لن تتوانى في تقديم ما هو ممكن لما فيه مصلحة طلبتنا ومجتمعنا وأننا سوف نقوم بحل أيه مشكلة قد تحدث تبعاً لما يحدث، وأننا دائماً وجميعاً نسعى لرفعة جامعتنا وسموها لتبقى جامعة الكل الفلسطيني رافعين شعار “جامعة في وطن ووطن في جامعة” وأن تبقى الجامعة مصباح علم ينير كل بيت في فلسطين ونجماً ساطعاً يزين سماء الوطن.
وبينت أ.د.رجاء العسيلي أن اجراءات الطوارئ لم تمنعها من المتابعة مع طلبتها، بل كثفت متابعتهم من خلال التعليم الإلكتروني، وحرصت على أن تكون مشاريعهم مميزة، موضحة أن محمد أنجز المشروع بالتعاون مع زميله عاصم العصافرة رغم ظروف عمله وبعده عن بيته. وهكذا تثبت جامعة القدس المفتوحة أنها قادرة على إدارة الأزمات، وابتداع الحلول، وأنها تواجه جائحة كورونا دون ارتباك في قراراتها ولا اضطراب في اجراءاتها، فهي تملك ناصية العصر، الذي مفاتيحه تكمن في تطويع التكنولوجيا لخدمة العلم وهو بالنسبة لشعبنا سلاح المستقبل، ونور الحياة ومنارة العز ورأس مالنا الذي لا ينضب”.