في عيدهم.. عمال فلسطين دون عمل، والسبب “كورونا”!

1 مايو 2020آخر تحديث :
في عيدهم.. عمال فلسطين دون عمل، والسبب “كورونا”!

لم يكد عمال فلسطين يتعافون من ضربات تعرضوا لها من الاحتلال وممارساته العنصرية على المعابر، وملاحقة العمال المهربين في أماكن عملهم واعتقالهم والاعتداء عليهم، حتى جاءت جائحة كورونا لتوقف أعمالهم في عيدهم العالمي الذي يوافق الأول من أيار من كل عام.

يقول العامل نضال عناية (45 عاماً) من مدينة قلقيلية: “أنا أعمل في الداخل في مجال تصنيع المطبوعات، ومع جائحة كورونا جلستُ في المنزل، ولم يكن هناك مجال لمواصلة العمل في الداخل، فقد قمت بموازنة الأمر، إما مواصلة العمل والبقاء في مكان العمل في ظروفٍ لا أستطيع تقديرها، أو البقاء في المنزل مع عائلتي ومواصلة الحياة بالتقشف والاقتصاد، فقررت البقاء مع عائلتي، بالرغم من قسوة القرار على العائلة.

ويضيف عناية: “أنا أعمل وأُحصّل يومياً 250 شيقلاً، ومن خلال توفير بعض المال استطعتُ الصمود لغاية الآن في مواجهة أزمة كورونا، ومع قرار الاحتلال فتح المعابر بالتدريج فإنني في حيرة من أمري، ولا أستطيع لغاية الآن اتخاذ القرار؛ المفاضلة بين صحتك وصحة عائلتك أو العمل في ظروف مخاطرة”.

بدوره، يقول الموظف في وزارة العمل عبدالكريم مرداوي: “جاءت جائحة كورونا لتُلقي بظلالها على كل الشعب الفلسطيني، والعمال هم الفئة الأكثر تضرراً، كونهم يعتاشون على يوميات عملهم في الداخل والمستوطنا،ت وهم الذين يضخون الأموال للسوق، ويوم العمال العالمي يقف العامل الفلسطيني بين مطرقة جائحة كورونا والعمل في ظروف غير صحية في الداخل، وقد تم اتخاذ عدة قرارات من الحكومة الفلسطينية ووزارة العمل لمساعدة العمال، وهم في وضع لا يُحسدون عليه”.

يقول العامل عزات عمر (40 عاماً) من قرية عزون عتمة: “أنا أعمل في مجال البناء، ومدخولي الشهري ممتاز، ومع جائحة كورونا أصبحنا بلا عمل، والأمر ليس له سقف زمني حتى نعلم متى ينتهي، وقد إخذت قراري بالذهاب للعمل، فظروف المبيت التي سيوفرها المشغل مناسبة، لأن البقاء في المنازل سيزيد من خطورة جائحة كورونا اجتماعياً علينا، وسوف أتخذ وسائل الوقاية”.

ويقول العامل زكريا لبدة (50 عاماً): “أعمل في مجال القصارة، ويوميتي تزيد على الخمسمائة شيقل، ومنذ جائحة كورونا رفضت التوجه للعمل أو المبيت، وبعد قرار الحكومة الإسرائيلية فتح المجال أمام عمال البناء والزراعة، لا أستطيع أنا وغيري من العمال الذين تزيد أعمارهم على الخمسين عاماً الدخول، فعمري 50 عاماً ومعي تصريح تجارة لا أستطيع الدخول به.

ويضيف: “في يوم العمال اجتمعت علينا النكبات، وأصبحنا في عداد المعوزين”.

من جانبه، يقول شاهر سعد، الأمين العام لاتحاد نقابات فلسطين: “العمال في الداخل يُدخلون شهرياً قرابة 800 مليون شيقل للسوق الفلسطينية، ومع جائحة كورنا غابت هذه المدخولات.

ويشير سعد إلى أن عدد هؤلاء العمال يزيد على المائتي ألف عامل، لذا تلقَّى العمال ضربة قوية في يوم العمال العالمي، وهم يُكابدون قبل جائحة كورونا إجراءات مهينة على المعابر، إضافة إلى استغلالٍ من قبل المشغلين الإسرائيليين”.

ويقول الفني الكهربائي عدنان أبو سمرة (45 عاماً) من مدينة قلقيلية: “آثرتُ البقاء في المنزل وعدم المبيت منذ جائحة كورونا، ومع أن القرار كان صعباً فإن حياة أولادي أهم من كل الأموال، ورغم إلحاح المشغل الإسرائيلي على المبيت، وتوفير كافة المستلزمات الحياتية للمبيت، فإن البقاء مع العائلة كان الأكثر صواباً في مواجهة جائحة كورونا”.