حديث القدس
اليوم الأول من تموز هو الموعد الذي حدده رئيس وزراء اسرائيل لاعلان ضم الأغوار أي نحو ٣٠٪ من الضفة وهي منطقة خصبة وقليلة السكان، ولكن العالم كله تقريبا ، حتى الولايات المتحدة بشكل أو بآخر، يقف ضد أية خطوات ضم ، ويعتبر ذلك قتلا لكل احتمالات السلام، وقد أكدت سفيرة ألمانيا لدى اسرائيل ان الاتحاد الاوروبي لن يعترف بتغيير الحدود، كما ان مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان، ميشيل باشليه أكدت رفض أية إجراءات ضم مما دفع بالخارجية الاسرائيلية الى مهاجمتها والقول انها تقف الى جانب الفلسطينيين.
وفي الولايات المتحدة طالبت ١٢٩ مؤسسة في رسالة الى المرشح لانتخابات الرئاسة عن الحزب الديموقراطي جو بايدن ، بالعمل على إعادة السفارة الاميركية الى تل أبيب من القدس. كما أكدت مصادر مختلفة ان هناك خلافا اميركيا حول موضوع الضم ولكنه خلاف من حيث الضم دفعة واحدة أو تدريجيا،أي ان الخلاف شكلي ولكنه هام في هذه المرحلة بالذات التي دعا فيها نتانياهو الى الضم الكامل هذا اليوم الأول من تموز.
هذا الرفض الدولي جعل نتانياهو يتحدث الى أعضاء حزب الليكود ان عملية الضم ستكون معقدة وهناك العديد من الاعتبارات السياسية والأمنية . ولكن السؤال الاساسي ماذا سيفعل نتانياهو اليوم وهل يتراجع كليا عما تحدث عنه ووعد به؟ وماهي نتائج موقف كهذا على شخصيته السياسية المتغطرسة؟
التقديرات انه لن يقدم على تنفيذ الضم الذي وعد به، بسبب ردود الأفعال الدولية الرافضة، ولكنه قد يتخذ خطوات اخرى مثل ضم المستوطنات المحيطة بالقدس بصورة خاصة، وكذلك بعض المستوطنات الاخرى ذات الوضع الخاص بالضفة وخاصة القريبة من القدس.
في كل الأحوال فإن التوسع الاستيطاني ومخططات الضم بكل أشكالها لن تتوقف أبدا وهي مبدأ أساسي بالمفهوم الصهيوني والاحتلال واذا كان العالم يقف ضد الضم مبدئيا فإن المطلوب هو خطوات عملية رادعة أعمق من الكلام وأبعد مدى وتأثيراً. وبدون ذلك ستظل الأمور كما هي ويظل الضم قائما بشكل أو بآخر.