حديث القدس
يتواصل مسلسل جرائم المستعمرين في الاراضي المحتلة بحق المدنيين العزل واستلاب الاراضي وتدمير المزروعات، ولا يكاد يمضي يوم واحد دون جريمة اخرى يرتكبها المستعمرون، فبالأمس قاموا بنصب خيام على قمة جبل صبيح التابع لاراضي بلدة بيتا في محاولة جديدة للاستيلاء عليه، وهي حلقة جديدة من حلقات مسلسل الاستيلاء على الاراضي الفلسطينية واقامة المزيد من المستعمرات، وكل ذلك بتشجيع وحماية قوات الاحتلال الاسرائيلي التي تمنع المواطنين من الوصول الى اراضيهم التي يسعى الاحتلال الى مصادرتها وضمها للمستعمرات القائمة، وحتى صلاة المواطنين على اراضيهم يمنعها الاحتلال كما حدث امس في قرية حارس غرب سلفيت.
ومن الواضح تماما على ضوء تصعيد العدوان الاسرائيلي ان الاحتلال ومستعمريه يسعون الى الاستيلاء على اكبر قدر من الاراضي الفلسطينية لتكريس واقع الاحتلال والمستعمرات ومحاولة منع اية امكانية لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا على الاراضي المحتلة.
ان ما يجب ان يقال هنا اولا ان اعتداءات وجرائم المستعمرين المتواصلة باتت تشكل خطرا حقيقيا وتتطلب وقفة جادة من كافة الاطر الفلسطينية، رئاسة وحكومة وفصائل ومنظمة تحرير لوضع برنامج للتصدي لهذا الخطر سواء على الصعيد السياسي – الدبلوماسي في كافة المحافل الدولية او على الصعيد الميداني، ولا يعقل ان يواصل المستعمرون مثل هذه الجرائم دون رد خاصة وان بيانات الشجب والاستنكار وحدها لم ولن تثني هؤلاء المستعمرين.
كما ان ما يجب ان يقال ان شعبنا الصابر المرابط المناضل ، قادر على حماية وجوده وحقوقه ولن يعدم الوسيلة في الدفاع عن اراضيه وممتلكاته وهو بحاجة الى برنامج والى اسناد من كافة القوى الوطنية والمؤسسة الرسمية بكل اجهزتها، ولعل ما اقدمت عليه الكثير من القرى والبلدات بتشكيل لجان شعبية للحراسةيشكل احد الحلول في اطار برنامج شامل يفترض التوافق عليه بين كافة القوى الوطنية.
واذا كانت جرائم المستعمرين هذه تشكل جزءا من الجرائم التي تتضمنها الملفات الفلسطينية لمحكمة الجنايات الدولية، فان ذلك لا يعفي ايضا من التوجه الى مجلس الامن والجمعية العامة وكافة المحافل الدولية بهذا الشأن لممارسة اقصى قدر ممكن من الضغوط على الاحتلال ومستعمريه.
وبهذا الصدد فان الدول العربية الشقيقة والدول الاسلامية والدول الصديقة يمكنها التحرك في المحافل الدولية لنصرة فلسطين وشعبها، كما ان الاتصالات التي يجريها الرئيس ورئيس الوزراء مع زعماء ومسؤولي العالم لها دور ايضا في تحريك هذا الملف.
واخيرا نقول لهذا الاحتلال ومستعمريه، ان شعبنا لن يرفع الراية البيضاء ولن ترهبه كافة الجرائم التي يرتكبها المستعمرون سواء حرق الاحياء او الاعتداء على المدنيين او قطع الاشجار او الاعتداء على السيارات الفلسطينية وغيره، وسيبقى شعبنا صامدا مناضلا متشبثا بأرضه ووطنه الذي لا وطن لنا سواه ويبقى من حقه القانوني والانساني الدفاع عن وجوده وارضه وحقوقه والتصدي لكل من يحاول المساس بها.