حديث القدس
يزداد تفاؤل شعبنا يوما بعد آخر في إنهاء الانقسام الأسود وطي صفحته الى الأبد، فتوحيد الصف الداخلي الفلسطيني- تحت راية وفي اطار منظمة التحرير الفلسطينية، ليتسنى مواجهة المؤتمرات التي تستهدف شعبنا وقضيته الوطنية، وفي مقدمتها ما يسمى بصفقة القرن، التي هي لصالح دولة الاحتلال وعلى حساب حقوق شعبنا الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وهذا التفاؤل المتزايد يأتي من الخطوات التي تتخذها قيادتا فتح وحماس، على صعيد وحدة الصف واعادة اللحمة الداخلية، نظرا لمعرفة الطرفين بان إفشال أي مؤامرات تصفوية تستلزم وحدة وطنية، لان مثل هذه الوحدة هي القادرة على تحقيق الانتصارات والحاق الهزمية بصفقة القرن وغيرها، كما استطاعت منظمة التحرير من خلال انضواء كافة الفصائل في اطارها، وفي داخلها من هزيمة كافة مشاريع التسوية التصفوية التي استهدفت قضية شعبنا الوطنية والمحاولات اليائسة لتحويلها من قضية سياسية الى قضية تحسين ظروف المعيشة وتوطين اللاجئين، والغاء حق العودة الذي أقرته القوانين والقرارات والأعراف الدولية.
فتصريحات اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أمس الاول والتي كشف فيها النقاب عن ان الحركتين «فتح وحماس» يجريان اتصالات مباشرة دون وساطات من أحد، من أجل ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني، لمواجهة التطورات والمستجدات التي تمر بها قضية شعبنا الوطنية والتي هي الاخطر.
كما ان إعلان اللواء جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، إنه تم الاتفاق مع حركة حماس على إقامة مهرجان وطني في قطاع غزة الايام المقبلة، وانه سيكون محطة تاريخية لتجسيد الموقف الفلسطيني الموحد في مواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية من خلال مشروع الضم وصفقة القرن، مشيرا الى انه ستكون للرئيس محمود عباس كلمة خلال هذا المهرجان، يصب هو الآخر في ازدياد التفاؤل لشعبنا، بالسير قدما باتجاه مرحلة جديدة من مراحل الوحدة الوطنية والتصدي الفاعل لمؤامرات التصفية، وهذه الخطوات العملية تضع ايضا حدا لكل المراهنين على تحويل الانقسام الى انفصال والداعمين له ،ونقصد هنا دولة الاحتلال الإسرائيلي والادارة الامريكية حيث عملتا وتعملان بكل الوسائل من أجل تحويله إلى انفصال، ولكن ارادة شعبنا وارادة الفصيلين وضعا حدا لذلك، وبرهنا على ان شعبنا يتوحد مهما بلغت حدة الخلافات أمام المخاطر التي تواجه قضيتنا الوطنية. وتجاهل الاحتلال وادارة الرئيس ترامب بان الاولوية هي للتفاوض الخارجي المتمثل بالضم وصفقة القرن، وان الخلافات والتناقضات الداخلية يمكن حلها بالحوار والوحدة الميدانية ومن ثم الوحدة السياسية.
فلتتواصل الخطوات الوحدوية، التي هي ضرورة ملحة، بل حتمية للسير بقضية شعبنا نحو بر الأمان، ولنجعل من صفحة الانقسام السوداء، مجرد ذكرى استفدنا منها وطويناها.