حديث القدس
لا شك ان الوضع الفلسطيني الراهن لا يسر سوى الذين يريدون لهذا الانقسام البغيض ان يستمر وان يتحول الى انفصال ان لم يكن قد تحول الى الانفصال الذي لا يريده شعبنا الذي لا يؤمن الا بالوحدة الوطنية المجدية، والتي من خلالها تم تحقيق منجزات على طريق احقاق الحقوق الوطنية الثابتة، والتي ان لم نعمل بكل جهد عملي للحفاظ عليها، فإنه سيتم النيل منها أو على أقل تقدير جزءا كبيراً منها.
ورغم هذا الواقع الاليم والمر الذي نعيشه بسبب الانقسام الاسود، الا انه ما تزال هناك امكانية لرأب الصدع، واعادة اللحمة الوطنية على الصعيدين السياسي والجغرافي، خاصة وان هناك بوادر تشير الى امكانية حدوث ذلك من ابرزها محاولات تصفية القضية الفلسطينية والتطبيع العربي مع دولة الاحتلال تحت ضغوط اميركية من جانب وتحت ستار القرار السيادي للدول العربية، وتحقيق مصالح مشتركة والاستنجاد بدولة الاحتلال لمواجهة ما يسمونه الخطر الايراني وسواه من الاسباب الاخرى.
كما ان تشديد الحصار الاحتلالي على قطاع غزة وما يعانيه اهلنا هناك من سوء للأوضاع الحياتية والاقتصادية والصحية وغيرها يتطلب انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية التي هي صمام الأمان لقضية شعبنا الوطنية، والتي بدونها ستتواصل المؤامرات التي تستهدفها مستغلة هذا الانقسام الذي لا يبقي ولا يذر ان استمر.
وبالامكان استغلال الاتصال الهاتفي الذي اجراه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس مع الرئيس محمود عباس قبل ايام في اعقاب الاعلان عن تطبيع العلاقات بين دولة الامارات واسرائيل ليكون مقدمة أو بادرة لتحرك جاد من اجل استعادة الوحدة السياسية والجغرافية والحيلولة دون تحويل الانقسام الى انفصال كما يرغب الذي يعدون مؤامرات التصفية والتي لن تمر لأن شعبنا لديه الاستعداد لتقديم المزيد من التضحيات على مذبح قضيته الوطنية.
كما ان الاتصال الذي اجراه الرئيس التركي اردوغان امس الاول مع الرئيس عباس والذي جاء عقب اللقاء الذي جمع أردوغان مع وفد من حركة حماس في تركيا برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة هو مؤشر آخر على امكانية تدخل تركيا الى جانب مصر وسواها من الدول العربية بما فيها دولة قطر من اجل استعادة الوحدة الوطنية.
وكذلك اجتماع القيادة الاخير برئاسة الرئيس عباس والذي شاركت فيه جميع الفصائل بما فيها حماس والجهاد الاسلامي الى جانب الفعاليات المشتركة الامر الذي ادى الى وحدة ميدانية من الواجب الوطني استكمالها الى وحدة سياسية وجغرافية يتم خلالها الاتفاق على برنامج عمل موحد لمواجهة الاوضاع والتحديات والسير بقضية شعبنا نحو بر الأمان.
فهل ينتظر شعبنا من قيادته وكافة الفصائل تحقيق هذا الهدف المنشود، خاصة وان الوحدة الوطنية باتت ضرورة ملحة؟.