حديث القدس
أصدرت محكمة اسرائيلية قراراً عجيباً وغريباً يقضي بإخلاء بناية عائلة الرجبي في حي بطن الهوى في سلوان من ضواحي القدس وذلك بعد ان قدمت جمعية «عطيرت كوهانيم» الاستيطانية طلباً بهذا الخصوص، والبناية مكونة من ثلاث شقق سكنية تؤوي اربع عائلات.
وكانت الجمعية الاستيطانية قدمت بلاغات قضائية الى سكان البناية لاخلائها بذريعة ان الارض التي أقيمت عليها هي ملك لليهود منذ العام ١٨٨١، ولجأ السكان الى المحكمة الاسرائيلية لإثبات حقوقهم وكان القرار الصادم بتأكيد الملكية لليهود وضرورة اخلاء العائلة لهذه العمارة.
والقرار بإخلاء عائلة الرجبي ليس الاول من نوعه ولا الوحيد، وقد سبقه اربعة قرارات بإخلاء عدد من العائلات، كما اكد زهير الرجبي رئيس لجنة حي بطن الهوى ان المخطط الاستيطاني يستهدف السيطرة على مساحة اكثر من خمسة دونمات وتشريد نحو ٨٠ عائلة في ٣٥ بناية، وهؤلاء المواطنون يعيشون في الحي منذ عشرات السنين ولديهم الاوراق الثبوتية الرسمية للملكية.
وقرار المحكمة هذا يشكل موقفاً غير قانوني ولا منطقي وأبعد ما يكون عن العدل، فإن كان لهؤلاء اليهود اعضاء «عطيرت كوهانيم» القادمين من اليمن، حق الادعاء بأن الارض لهم منذ العام ١٨٨١، فما هو موقف هذه المحكمة وكل القضاء الاسرائيلي من مئات آلاف المساكن ومئات آلاف الدونمات من الارض التي هي ملك ثابت وبموجب اوراق رسمية لعشرات آلاف العائلات الفلسطينية … ومن بينها أملاك بالقدس الغربية التي لا تبعد عن مقر هذه المحكمة كثيراً. ان فلسطين كانت بمساحتها الكلية تقريباً ملك فلسطيني تمت سرقته والاستيلاء عليه بالقوة الاحتلالية ولم تحرك المحاكم ساكناً ضد ذلك وهي تجيء في هذه المرحلة لتقوم بموقف يعتبر نموذجاً للسخرية وغياب العدالة ويؤكد ما يقولون انه ملك يهودي بينما هو حق فلسطيني وملك وطني مثله مثل آلاف وآلاف المواقع في كل انحاء اسرائيل التي قامت على الارض الفلسطينية.