أقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه حاول التقليل من مدى خطورة كوفيد-19 وذلك وفق تسجيلات صوتية لمقتطفات من مقابلة أجراها معه الصحافي الأميركي المخضرم بوب وودورد نشرت امس الأربعاء، وذلك من أجل تجنيب الأميركيين “الهلع”.
من جانب آخر، احتفى ترامب بترشيح نائب يميني نروجي له لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2021.
وقال ترامب في مقابلة مع وودورد أُجريت في 19 آذار “أردت أن أقلل على الدوام من مدى خطورته (الفيروس)”، وفق ما أوردت شبكة “سي ان ان” التي اطّلعت على الكتاب “غضب” المقرّر نشره في 15 أيلول .
وأضاف في مقابلته المسجلة مع وودورد “ما زلت أرغب بالتقليل من مدى خطورته، لأني لا أريد أن أخلق حالة من الذعر”.
وفي مقابلة مسجّلة أخرى في السابع من شباط ، قال ترامب لوودورد إن الفيروس “ينتقل عبر الهواء”، رغم أنه كان يسخر دائماً من الناس الذين يضعون كمامات في الأسابيع والأشهر اللاحقة. واستغرق الأمر حتّى تمّوز قبل أن يقتنع الرئيس الاميركي بوضع كمامة خلال ظهوره العلني.
وتفاقم التصريحات التي نُشرت قبل ثمانية أسابيع من موعد الاستحقاق الرئاسي الضغوط على ترامب. وتظهر الاستطلاعات أن نحو ثلثي الأميركيين غير راضين عن طريقة إدارته للأزمة الصحية، وتطاوله اتّهامات بأنه يقلّل من مدى خطورة الأزمة من أجل تعزيز فرص فوزه بولاية رئاسية ثانية.
وفي تصريح للصحافيين في البيت الأبيض ندّد ترامب بالكتاب ووصفه بأنه “عملية اغتيال سياسي جديدة”. وقال إنّه قلل من مدى خطورة كوفيد-19 لتجنّب “هستيريا”.
وتابع الرئيس الأميركي “لا أريد أن يصاب الشعب بالذعر، لن أقود هذا البلد أو العالم إلى الهستيريا”، مؤكداً أنّه “علينا أن نظهر الريادة وآخر ما تريد القيام به هو إثارة الهلع”.
وقال “على الأرجح، ومن شبه المؤكد أنني لن أقرأه (كتب وودورد) لأن ليس لدي الوقت لأقرأه”.
ويتوقّع مراقبون أن يوفّر الكتاب حججاً جديدة سيستخدمها الديموقراطيون الذين يعتبرون أنّ ترامب فشل في تحضير الأميركيين لمواجهة خطورة تفشي الفيروس وفي قيادتهم نحو الاستجابة المناسبة.
وفي مقابلات سابقة مع وودورد، أوضح ترامب بأنه كان مدركاً أنّ الفيروس “فتّاك” وأكثر خطورة بأشواط من الإنفلونزا العادية.
لكنّ ترامب كان يطمئن دوماً الأميركيين مطلع 2020 بأن الفيروس ليس خطيراً وبأنه “سيزول” من تلقاء نفسه.
من جهته قال خصمه المرشح الديموقراطي جو بايدن أثناء تجمع انتخابي في ميشيغان إن ترامب “كان يعلم كم كان (الفيروس) مميتاً”. وأضاف “كذب على الشعب الأميركي. كذب عن دراية وعن قصد بشأن التهديد الذي كان يشكله (الفيروس) على البلاد على مدى أشهر”.
وتابع بايدن “لقد كانت خيانة حياة أو موت للشعب الأميركي”.
كما اعتبر ان الركود الاقتصادي الذي تعاني منه الولايات المتحدة سببه “سوء ادارة ترامب لأزمة” وباء كوفيد-19.
إلا أن ترامب كان يحظى بدعم الخبير الكبير في الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي الذي كان يقول للرأي العام بشكل مستمر إن الفيروس يتطلب استجابة صارمة، حتى عندما بدا الرئيس يقول أمراً مختلفاً.
وقال فاوتشي لقناة “فوكس نيوز”، “لا أتذكر أي شيء شكل تشويهاً كبيراً في الأمور التي تحدثت معه عنها”. وأضاف أن ترامب كان حريصاً على منع البلاد من “التدهور”.
ويصرّ ترامب على نجاحه في إدارة مواجهة الوباء الذي يُتوقع أن تتجاوز حصيلة الوفيات جراءه في الولايات المتحدة عتبة مئتي ألف.
ويشير إلى صوابية قراراته الاستباقية بحظر دخول المسافرين من الصين، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى، ومن نقاط ساخنة في أوروبا.
إلا أن ترامب أعطى رسائل متضاربة على الأقل في وقت كانت البلاد بحاجة إلى إرشاد.
وغيّر مواقفه مراراً وانتقل من إعلان نفسه رئيساً يعادل الرؤساء في زمن الحروب إلى معارضة رأي العلماء الذين يقدمون المشورة للحكومة عبر الدعوة إلى إعادة إطلاق العجلة الاقتصادي في وقت مبكر.
من جانب آخر، عبر الرئيس الأميركي عن سروره الأربعاء بترشيح نائب يميني نروجي له لنيل جائزة نوبل للسلام عام 2021.
وقال ترامب “شكرا” في واحدة من سلسلة تغريدات تشيد بهذا الترشيح الذي جاء لرعايته اتفاق التطبيع بين دولتي اسرائيل والامارات.
وقال النائب النروجي كريستيان تيبرينغ-غيدي لفرانس برس إنه رشح ترامب لدوره في “الاتفاق الفريد والتاريخي بين إسرائيل والإمارات”.
وأشاد جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره، بهذا الترشيح. فقال في مؤتمر صحافي “تشرّف الرئيس ترامب بترشيحه هذا الصباح لنيل جائزة نوبل للسلام”. وأضاف “أعتقد أن هذا أمر رائع فعلاً”.
وسبق له أن رشّح بالمشاركة مع نائب آخر ترامب للجائزة عام 2018 لتحقيقه تقاربا استثنائيا مع كوريا الشمالية، الا أن هذه الخطوة لم يكتب لها النجاح.
ولم يعلق معهد نوبل على هذا الترشيح. ويرحب معهد نوبل النروجي بجميع الاسماء المقترحة من جانب أشخاص مؤهلين لذلك، وأعضاء البرلمان النروجي من بين هؤلاء الذين يحق لهم تقديم اقتراحات.