أعلنت الولايات المتحدة تشبثها بوقف إطلاق النار في ليبيا، وشددت على ضرورة إنجاح الحوار السياسي. وفي الوقت الذي حثت فيه باريس اللواء المتقاعد خليفة حفتر على عدم العودة للأعمال العدائية، استأنفت القاهرة رسميا علاقتها بطرابلس.
وقد أوضح السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند أن بلاده حريصة على إنجاح مسار الحوار السياسي الليبي، وتثبيت وقف إطلاق النار في هذا البلد.
وأكد كل من نورلاند ورئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، خلال اتصال عبر تقنية زوم، على تطابق وجهات النظر الخاصة بالحوار السياسي، وقضايا مشتركة بين البلدين.
كما شدد الطرفان على حرصهما على أن يؤدي مسار الحوار في نهايته إلى استقرار دائم في ليبيا، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وإنهاء حالة الانقسام.
الموقف الفرنسي
من جانبها دعت باريس حفتر إلى “الامتناع عن استئناف الأعمال العدائية” وإلى “تركيز الجهود” على إيجاد حل سياسي.
وقال متحدث باسم الخارجية “لا حل عسكريا في ليبيا. الأولوية لتطبيق اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه في 23 أكتوبر/تشرين الأول، والذي ينص على خروج القوات الأجنبية والمرتزقة الأجانب، واستكمال العملية السياسية بإشراف الأمم المتحدة”.
وتابع المتحدث الفرنسي “ندعو كل الأطراف الليبيين إلى دعم هذه العملية، والامتناع عن استئناف الأعمال العدائية، وتركيز الجهود على تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ الاستحقاقات الانتخابية المرتقبة في 24 ديسمبر/كانون الأول 2021، وفق مقررات المنتدى السياسي الليبي تحت إشراف الأمم المتحدة”.
يُذكر أن فرنسا اتُهمت -إلى جانب مصر والإمارات والسعودية- بدعم حفتر في النزاع بليبيا، وهو مازالت باريس تصر على نفيه.
وكان المدير السابق للمخابرات برنارد باجولي قال لصحيفة “ميديا بارت” (Media part) قبل نحو سنتين إن الأهداف الفرنسية وقت تعيينه كانت محاربة الإرهاب، ولذلك “أقمنا روابط مع حفتر الذي كان لاعبا مهما، وكذلك مع فايز السراج”.
وقال باجولي وقتها إنه لم يشجع الهجوم الذي شنه حفتر على طرابلس، الذي انتهى بدخول تركيا مسرح الأحداث إلى جانب حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، مشيرا إلى أن سجل انخراط فرنسا في الفوضى الليبية متواضع على أقل تقدير.
وكان حفتر قد دعا الخميس قواته إلى “طرد المحتل” التركي.
ومن جانبها، أوفدت أنقرة وزير الدفاع إلى ليبيا حيث تفقد القوات التركية متوعدا حفتر برد قاس إذا ما استهدف هذه القوات.
تحول مصري
وبالتزامن مع دعوة الأطراف الفاعلة لاحترام وقف النار، عاد بعض الدفء للعلاقات بين القاهرة وطرابلس، حيث زار وفد مصري ليبيا، وهي خطوة أولى من نوعها منذ عام 2014.
وأمس الاثنين، قال المتحدث باسم الخارجية الليبية محمد القبلاوي إن وزير الخارجية المصري سامح شكري بحث -في اتصال هاتفي- مع نظيره في حكومة الوفاق محمد الطاهر سيالة دعم الاستقرار في ليبيا.
وأضاف القبلاوي أن الوزير المصري أكد لنظيره الليبي التعاون بين الجانبين، وأثنى على استقبال الوفد المصري في طرابلس.
وأعلنت خارجية حكومة الوفاق أنها اتفقت مع الوفد المصري على برمجة اجتماعات ثنائية بين الخبراء، لتذليل العقبات وضمان الظروف المناسبة لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين.
وقالت الوزارة الليبية إن الوفد المصري وعد بإعادة فتح سفارة بلاده، والعودة للعمل من داخل طرابلس في أقرب وقت ممكن.