الاحتلال يقتل أبسط مكونات التسوية والسلام

31 ديسمبر 2020آخر تحديث :
الاحتلال يقتل أبسط مكونات التسوية والسلام
الاحتلال يقتل أبسط مكونات التسوية والسلام

حديث القدس

«القدس الكبرى» هو مخطط تهويدي واستيطاني يعد له الاحتلال، ويتضمن ضم مناطق واسعة حول المدينة المقدسة وزيادة الاستيطان زيادة رهيبة وكذلك التدخل في شوارع وأزقة القدس الشرقية والعمل على تقليص الوجود الفلسطيني حاليا ومستقبلا، وفي المقابل زيادة اعداد المستوطنين والاستيلاء على المنازل بكل الوسائل المختلفة، وهذا كله في اطار مخطط التهويد والتهجير الذي يعمل الاحتلال على تنفيذه.

وفي سياق هذا المخطط سيتم ربط المستوطنات الكبيرة والبعيدة نسبيا بالقدس سياسيا عن طريق الضم وجغرافيا بشق الطرق وتوسعة الاستيطان، وفي الجانب الآخر، سيتم استبعاد ما أمكن من الأحياء الفلسطينيةفي المدينة او تركها مهملة مع تقليص الخدمات الأساسية فيها، كمخيم شعفاط والرام وكفر عقب ومناطق في سلوان وابوديس وغيرها..

أي ان الاحتلال يحاربنا على جبهتين الأولى توسيع الاستيطان والثانية وضع الاحياء الفلسطينية وسط ظروف قاسية معيشيا، والهدف واحد وهو عملية التهويد التي يخططون لها ولا تتوقف الاجراءات بشأنها.

وقد كان مندوبنا لدى الأمم المتحدة رياض منصور صادقا جدا حين قال في رسائل الى جهات دوليةرئيسية ان غياب مساءلة اسرائيل يؤدي الى ازدياد المعاناة الانسانية لشعبناويقوض كل آمال التوصل الى أي حل عادل، وقد تم توجيه هذه الرسائل الى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن ورئيس الجمعية العامة.

وهذه ليست الرسائل الأولى وما كان منصور الجهةالوحيدة التي تطالب بمعاقبة الاحتلال ووقف ممارساته المدمرة لأبسط احتمالات التوصل الى سلام بالمنطقة، وقد اتخذت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان عدة قرارات سابقة ضد الاحتلال وممارساته ولكن المسؤولين في اسرائيل لا يبالون بذلك ولا يأخذونه بعين الاعتبار.

إن هذا النفق المظلم الذي تجر اسرائيل قضيتنا فيه يجب ان ينتهي وذلك لن يكون الا من خلال موقف شعبنا وردود فعله العملية وليس مجرد اللفظية،أولا، ومن خلال تحرك عربي واسلامي ودولي الى حد ما لكبح هذه الغطرسة الاسرائيلية والضغط على الاحتلال ميدانيا لوقف ممارساته هذه، وبدون ذلك فان الجواب يكون من شعبنا ميدانيا وعمليا.. ولعل الأيام القادمة توضح ردود الفعل المحتملة!!

لا بد من الاشارة أخيرا الى أن اليوم الاعلامي ضد الاستيطان كان ايجابيا الى حد ما، ولكن اقل من المطلوب فعليا لاننا لا نريد مجرد سرد الواقع المعروف وتكرار ما سمعه المواطنون كثيرا ويرونه يوميا.