حديث القدس
الناظر للساحة الفلسطينية الحالية يشاهد حالة التشرذم والخلافات التي دبت داخل أكبر فصيل فلسطيني، الى جانب الخلافات بين فصائل اليسار على عدد مقاعد كل فصيل وبالتالي فشلت جهود توحيد هذا اليسار في قائمة انتخابية واحدة.
ان هذا الامر يدعو الى دق جرس الانذار، بأن الساحة الفلسطينية مقبلة على انقسامات، في الوقت الذي نحن بأمسّ الحاجة الى وحدة الصف الوطني لإنجاح الانتخابات الثلاث، كونها مقدمة، كما يرى البعض، لإنهاء الانقسام المدمر الذي ألحق بقضية شعبنا أفدح الاضرار على كافة الاصعدة الداخلية والخارجية، عدا عن كون الانتخابات هي استحقاق وطني وشعبي لكي نظهر أمام أنفسنا وأمام العالم أجمع بأننا ديمقراطيون، وان الانتخابات هي جزء من مكوننا السياسي والبرلماني الذي لا بد منه.
صحيح ان البعض يعتبر ان تقدم ٣٦ قائمة انتخابية لانتخابات المجلس التشريعي المقررة في أيار المقبل، هي ظاهرة صحية، تدل على الرغبة في المشاركة في هذه الانتخابات التي مضى عليها حوالي ١٥ عاماً، إلا ان ذلك يدعو الى القلق من ان الساحة الفلسطينية مقبلة على صدامات لا سمح الله، خاصة اذا جرت الانتخابات، وأظهرت النتائج ان فصيلاً أو أكثر لا تعجبهم النتيجة وتبدأ الاتهامات بالتزوير وغير ذلك من الامور التي قد تؤدي لنزاعات نحن بأمسّ الحاجة الى الابتعاد عنها.
ان الظروف التي تمر بها قضية شعبنا، خاصة ما تقوم به دولة الاحتلال وحكومتها الاكثر عنصرية وتطرفاً ويمينية، من مواصلة قضم الاراضي وبناء المستوطنات/المستعمرات والتنكيل بشعبنا، واعتداءات المستوطنين الهمجية والمدعومة من قبل قوات الاحتلال وحكومة الاحتلال، الامر الذي يستدعي اكبر وحدة بين كافة فصائل العمل الوطني لمواجهة هذا التحدي الذي يستغل اية انقسامات أو خلافات داخل الصف الوطني من اجل مواصلة تمرير مخططاته الرامية الى منع اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وفق الرؤية الدولية.
وفي اعتقادنا ان الوقت ما زال مناسباً كي تتحد العديد من القوائم والتزام بعضها باللوائح الداخلية لكل تنظيم، والابتعاد عن تمزيق الساحة الفلسطينية وتشرذمها.
اننا مع وحدة فصائل العمل الوطني والاسلامي، ومع وحدة شعبنا من اجل تحقيق اهدافه الوطنية في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ومع ابداء التنازلات لبعضنا البعض، لأن الأهم هي فلسطين التي يجب ان تكون فوق جميع الخلافات.