استنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان، اليوم السبت، استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي مكونات البيئة الفلسطينية واستمرار وتصاعد انتهاكاتها الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي في تعاملها مع السكان المدنيين وممتلكاتهم في الأرض الفلسطينية المحتلة.
جاء ذلك في بيان للمركز بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية والذي أعلنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين أول 2001 كمناسبة لتسليط الضوء على الأضرار اللاحقة بالبيئة جراء الحروب والنزاعات المسلحة.
وقال المركز “تأتي المناسبة هذا العام في ظل استمرار قوات الاحتلال في استهداف البيئة بمكوناتها المختلفة الأرض الفلسطينية المحتلة والزج بها في أتون الصراع”.
وأشار المركز إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي شنت عدوانًا على قطاع غزة في شهر آيار/ مايو 2021 ارتكبت خلاله جملة من الانتهاكات بحق مكونات البيئة، حيث قصفت مخازن شركات خضير للأسمدة والمبيدات الزراعية الكائنة في منطقة السيفا شمال غرب بيت لاهيا ما تسبب في احتراق المخازن ومحتوياتها وتشكل سحابة كبيرة من الدخان الخانق والضار، وهو الأمر الذي دفع بالكثير من المواطنين إلى إخلاء منازلهم خوفًا على حياتهم بسبب انتشار الروائح الخانقة وكان للحادثة آثار كارثية على البيئة والصحة العامة وعلى قطاع الزراعة.
كما تسبب العدوان في تضرر البنية التحتية ولاسيما شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي في قطاع غزة، بحسب بيان المركز.
وشددت قوات الاحتلال حصار غزة ومنعت دخول الوقود اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة وتسبب ذلك تفاقم حدة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي ما دفع بلديات قطاع غزة إلى ضخ مياه الصرف الصحي إلى مياه البحر ما تسبب في ارتفاع معدلات تلوّث مياه البحر.
وتواصل تلك القوات استخدام المبيدات الكيماوية الزراعية على نطاق واسع خلال عمليات رش جوي دورية في المناطق الزراعية الحدودية مقيدة الوصول المحاذية للسياج الفاصل تحت ذريعة القضاء على النباتات البرية لدواعي أمنية بالرغم من تحققهم من ضررها البالغ بمساحات مزروعة كبيرة وإلحاقها الضرر في التربة والطيور والمواشي.
كما تواصل سلطات الاحتلال احتجازها مياه الأمطار عبر موانع اصطناعية لمنع انسيابها الطبيعي إلى قطاع غزة ما يؤدي إلى حدوث تغييرات بيئية طالت النباتات والأشجار الواقعة على ضفاف الوديان وتسببت في هجرة الطيور البرّية، ويتواصل استخدام قوات الاحتلال أسلحة مختلفة ضد السكان وممتلكاتهم بشكل يضرّ بالبيئة.
وجدد مركز الميزان لحقوق الإنسان دعوته للمجتمع الدولي بضرورة التحرك للتحقيق في انتهاكات قوات الاحتلال للبيئة بمكوناتها المختلفة في الأرض الفلسطينية المحتلة وتوفير الحماية للسكان والبيئة والعمل الجاد على رفع الحصار المفروض على قطاع غزة والذي ينتهك جملة حقوق الإنسان.
وأعاد المركز التأكيد على ضرورة إنهاء الحصانة لأن غياب المحاسبة والمسائلة شجعا سلطات الاحتلال على تصعيد انتهاكاتها بحق السكان المدنيين والممتلكات والأعيان المدنية العامة والخاصة.