مصادر لـ”د.ب.أ”: ولي العهد السعودي يبدأ جولة خليجية بعد غد الإثنين لإزالة “الخلافات الجيوسياسية”

4 ديسمبر 2021آخر تحديث :
مصادر لـ”د.ب.أ”: ولي العهد السعودي يبدأ جولة خليجية بعد غد الإثنين لإزالة “الخلافات الجيوسياسية”

أكدت مصادر دبلوماسية خليجية في الرياض أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سيبدأ بعد غد الإثنين جولة رسمية في دول مجلس التعاون الخليجي بهدف “إزالة أي خلافات جيوسياسية” وتعزيز التعاون والتنسيق بين دول المجلس الست في جميع المجالات.

وأوضح مصدر خليجي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية “د.ب.أ” أن من أبرز الموضوعات في جدول أعمال جولة ولي العهد السعودي مع نظرائه من القادة الخليجيين “التعامل بشكلٍ جديٍ وفعّال مع الملف النووي والصاروخي الإيراني بكافة مكوناته وتداعياته وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي مع التأكيد على مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار إضافة إلى إيجاد حل سياسي شامل للأزمة اليمنية قائم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، والمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني والتطورات على الساحة العراقية في ضوء نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة والوضع في سوريا وليبيا ومستجدات القضية الفلسطينية”.

وقال مصدر آخر لـ “د.ب.أ”: إن “إزالة أي خلافات جيوسياسية أيا كان مستواها ورفع وتيرة التعاون في شتى المجالات، ومنها الأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والاتصالات بين دول المجلس الست، ستشغل حيزا مهما في مداولات ولي العهد السعودي مع قادة الخليج”.

وامتنعت مصادر عن التعليق على الأنباء التي ترددت مؤخرا عن أن دول المجلس الست تبحث إمكانية انضمام اليمن إلى عضوية مجلس التعاون الخليجي، فيما قالت مصادر أخرى “أن لا علم لديها بهذا “.

إلا أن مصدرا دبلوماسيا غربيا أعرب للوكالة الألمانية عن شكوكه حيال ذلك وأرجع الأمر إلى عدة أسباب، في مقدمتها “استمرار الارتباط الوثيق بين جماعة الحوثي وإيران الأمر الذي تجمع دول المجلس على رفضه وعدم القبول به”.

ويضم المجلس في عضويته السعودية والكويت والإمارات وسلطنة عمان وقطر والبحرين.

وأعلن المصدر أن الأمير محمد سيستهل جولته، التي تستغرق خمسة أيام، وهي الأولى له بعد القمة الخليجية التي عقدت في مدينة العلا غربي السعودية في كانون ثان/ يناير الماضي بزيارة سلطنة عمان ثم البحرين وقطر والإمارات والكويت.

وأشار مصدر ثالث لـ”د.ب.أ” إلى أنه “ينتظر أن يتم خلال زيارة سلطنة عمان إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة تشمل مجالات تعاون رئيسية منها الاستثمارات في مشروع إقامة منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم والتعاون في مجال الطاقة، بالإضافة إلى الشراكة في مجال الأمن الغذائي والتعاون في الأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية المختلفة”.

وينتظر أن تشهد زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للسلطنة افتتاح أول منفذ حدودي بري مباشر بين البلدين بطول 800 كيلومتر وهو منفذ الربع الخالي.

وكان سالم محمد النعيمي، وكيل وزارة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في عمان، أكد في وقت سابق أن الطريق “سيقلل من وقت السفر بشكل كبير” واصفا هذا الطريق بـ”الحيوي”.

وأوضح مصدر أن محادثات الأمير محمد بن سلمان في بقية دول المجلس “ستتناول أيضا من خلال مجالس التنسيق  السعودية مع هذه الدول أهمية توحيد المواقف تجاه مختلف القضايا السياسية الإقليمية والدولية وانتهاج سياسة الاعتماد على الذات الخليجية في مواجهة أي تقلبات لمواقف دولية وبما ينسجم ومصالح دول المجلس والدفع بالشراكة الثنائية إلى آفاق أرحب وفق رؤية المملكة 2030”.

ولم تستبعد المصادر أن تثمر الجولة عن توقيع اتفاقات ومذكرات تفاهم في مختلف الميادين وبخاصة ما يتصل بقطاعات الاقتصاد والتجارة والاستثمار.

ومن اللافت أن جولة المسؤول السعودي تسبق موعد انعقاد القمة الخليجية الثانية والأربعين المقررة في الرياض يوم الرابع عشر من كانون أول/ ديسمبر الجاري، التي ستجدد التأكيد على ضرورة أن تشتمل أي عملية تفاوضية مع إيران معالجة سلوك طهران المزعزع لاستقرار المنطقة، إلى جانب بحث الخطوات التي تم إنجازها على صعيد تعزيز التعاون الأمني والعسكري بين دول المجلس.