قال المراسل والمحلل العسكري الإسرائيلي يوسي يهوشع، في تقرير تحليلي له نشر اليوم في صحيفة يديعوت أحرونوت، إن الحرب الروسية على أوكرانيا، سلطت الضوء على المفهوم الخاطئ بتقليص حجم قوات الجيوش، مقابل تعزيز قدراته بالأسلحة والصواريخ الدقيقة وأنظمة الدفاع.
واعتبر يهوشع، أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت والذي وصفه بـ “الاستراتيجي” ويقضي بتعزيز قدرات الجيش بالأسلحة والصواريخ الدقيقة وأنظمة الدفاع، بأنه مهم لكنه ليس كافيًا، مشيرًا إلى أن حجم قوات الجيش حاليًا يعتبر صغيرًا في مواجهة حرب يمكن أن تندلع في عدة جبهات.
وأشار يهوشع إلى كلمات انتقاها نائب رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته إيال زامير، الذي قال في خطاب حفل وداعه “إذا كنا نريد الحياة والإزدهار، يجب أن نكون مستعدون لكل سيناريو”، داعيًا إلى ضرورة الحفاظ على هامش واسع من الأمن والقوة والحاجة الحيوية لتحويل وتكييف فعالية الجيش مع عضر الحروب المستقبلية، ليس فقط من خلال قدرات تكنولوجية متقدمة، ولكن في نفس الوقت الحاجة إلى نوعية وكمية تلك القدرات مصحوبة بالقوة البشرية.
ولفت المحلل العسكري الإسرائيلي إلى ما جرى في أحداث مايو/ أيار العام المنصرم، حين اندلعت مواجهة عسكرية مع قطاع غزة، وامتدت لأحداث في الضفة والداخل، مشيرًا إلى أنه في حال اندلعت مواجهة مع حزب الله، قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهات على عدة جبهات منها غزة والضفة وكذلك مناطق الداخل.
وبين أن مثل هذه الحرب على ساحات متعددة بحاجة لقوات نظامية واحتياطية أكبر في ظل مواجهة تحديات أمنية خطيرة أكثر تعقيدًا من السنوات الماضية، مشيرًا إلى أن الجيش الإسرائيلي قد يضطر لإدخال قوات برية داخل حدود غزة أو لبنان أو غيرها من ساحات المعارك من أجل منع إطلاق الصواريخ والحد من تأثيرها، وهذا يعني أنه بحاجة إلى جيش كبير يكون ماهرًا ومدربًا بشكل خاص.
ورأى يهوشع أن الأحداث في أوكرانيا أظهرت لجيوش المنطقة والناتو وغيرهم أن الحروب القديمة باتت خلف ظهورهم، وأن تقليص الجيوش والاعتماد فقط على التكنولوجيا، بمثابة تصور خاطئ.