تقيم روسيا الإثنين عرضا عسكريا احتفاءً بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية العام 1945 في محاولة لإبداء قوتها حرصا منها على رفع معنويات جنودها الذين يواجهون صعوبات في أوكرانيا حيث قضى ستين مدنيا في قصف مدرسة.
ولابد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يلقي كلمة مرتقبة جدا، سيستغل المناسبة لتوجيه تحذيرات جديدة بعدما لوح مرات عدة بالتهديد النووي.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية أن “طائرة نهاية العالم” إيليوشين-80 المصممة للسماح للرئيس الروسي بالاستمرار في قيادة البلاد من الجو في حال حصول حرب نووية، ستحلق فوق الساحة الحمراء. وستعرض أيضا أسلحة عدة يمكن أن تطلق صواريخ نووية. وسيحضر كذلك مظليون شاركوا في الحرب على أوكرانيا على ما ذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
وأكثر فلاديمير بوتين الأحد من المقارنات بين الحرب العالمية الثانية والنزاع في أوكرانيا في تمنياته بمناسبة الثامن من أيار/مايو مؤكدا خصوصا أن “النصر سيكون لنا كما في العام 1945”.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من جهته نظيره الروسي بأنه “نسي كل ما كان مهما للمنتصرين” في 1945.
وأكد في كلمة في ذكرى نهاية الحرب العالمية في أوروبا “الشر عاد إلى أوروبا” مشبها غزو روسيا لبلاده بعدوان ألمانيا النازية على الدول الأوروبية.
واستنكر في رسالة مصورة مساء الأحد “عمليات القصف العنيفة” في مناطق أوكرانية عدة أدت إحداها إلى مقتل “60 مدنيا” السبت في مدرسة في بيلوغوريفكا في منطقة لوغانسك، مشددا على أن ذلك حصل “كما لو أننا لسنا في الثامن من أيار/مايو، كما لو أن غدا ليس التاسع منه فيما السلام يجب أن يكون سيد الموقف لكل الناس الطبيعيين”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه “روع” بعملية القصف هذه.
وكان حاكم منطقة لوغانسك سيرغيي غايداي أوضح صباح الأحد لتلفزيون “كارينت تايم تي في” الناطق باللغة الروسية أن “90 شخصا على الأقل” كانوا في المكان عند وقوع الضربة، مؤكدا “إنقاذ 27” منهم. وأدى القصف إلى تدمير المدرسة بالكامل.
وتمكنت روسيا حتى الآن من إعلان السيطرة الكاملة على مدينة مهمة واحدة فقط هي خيرسون في جنوب البلاد فيما شهد الهجوم العسكري الذي كان يتوقع الكثير من الخبراء أن يكون خاطفا عقبات عدة لا سيما لوجستية.
فبعدما فشلت أمام أبواب كييف في وجه قوات أوكرانية أكثر حماسة وصمودا مما كان متوقعا ومجهزة بأسلحة قدمتها الدول الغربية، اضطرت هيئة أركان الجيش الروسي إلى مراجعة أهدافها وتركيز هجومها على شرق البلاد وجنوبها.
وحذرت هيئة أركان الجيش الأوكراني “العدو يواصل عملياته الهجومية (..) في سبيل السيطرة الكاملة على مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وإقامة ممر بري بين هذه المناطق والقرم المحتلة”.
وأوضحت أن القوات الروسية في منطقة دونيتسك واصلت هجماتها في محيط ليما وبوباسنيانسكي وسيفيرودونيتسك وافديفكا، فيما انسحب الجنود الأوكرانيون من مدينة بوباسنا التي باتت مدمرة لاحتلال “مواقع أفضل”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية من جهتها الأحد أنها دمرت “مركز قيادة كتيبة مؤللة” أوكرانية في منطقة خاركيف في شمال شرق البلاد، فضلا عن “مركز الاتصالات في مطار شيرفونوغلينكوي العسكري” في جنوب غرب أوكرانيا.
في مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرق أوكرانيا التي سيطر عليها الروس بشكل شبه كامل، استبعد العسكريون الأوكرانيون الذين يستمرون بالمقاومة في مصنع أزوفستال الضخم للصلب، الاستسلام. وقال ضابط الاستخبارات إيليا سامويلينكو “الاستسلام ليس خيارا لأن حياتنا لا تهم الروس. وتركنا على قيد الحياة لا يهمهم”.
ووصل 174 مدنيا بعضهم مع أطفال صغار مساء الأحد في ثماني حافلات إلى زابوريجيا في جنوب شرق البلاد بعدما خرجوا “من جحيم ماريوبول” على ما كتبت في تغريدة منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة في أوكرانيا اوسنات لوبراني. وأتى نحو أربعين منهم من مصنع أزوفستال.
وأوضحت لوكالة فرانس برس أن آخر المعلومات تشير إلى أن المصنع “بات خاليا من أي مدني” مضيفة أنها “عاجزة عن التحقق من ذلك”.
ورافق عاملون في المجال الإنساني مسنين بينهم امرأة في كرسي نقال إلى مركز استقبال.
وقال فلاديمير بابوش (41 عاما) الذي أجلي عن أزوفستال وهو يعمل في المصنع “كنا نأمل كل يوم أن يتم إجلاؤنا. والآن انتهى انتظارنا. نحن ممتنون جدا لكل الأشخاص المشاركين” في عملية الإجلاء.
وأكد دميترو البالغ 17 عاما إنه “تعب للغاية” بعدما أمضى 17 ساعة في الحافلة “لكني سعيد لتنشقي الهواء العليل ولأنني في أوكرانيا”.
وكان زيلينسكي قال السبت “أجلينا المدنيين عن أزوفستال”، متحدثا عن إخراج 300 شخص. وأضاف “نحضر الآن للمرحلة الثانية (..) الجرحى والطاقم الطبي”.
وقالت الممرضة في الجيش يفغينيا تيتارينكو التي لا يزال زوجها المنتمي إلى كيتبة آزوف داخل مصنع أزوفستال، “ثمة جنود كثر في وضع خطر. هم مصابون وليس لديهم أدوية. وثمة نقص أيضا بالأغذية والماء”.
وقالت هيئة أركان الجيش الأوكراني الأحد “لا تزال وحدتنا في منطقة مصنع أزوفستال عالقة”، متحدثا عن “هجمات روسية مدعومة بالمدفعية وقصف من دبابات”.
وجددت الدول الغربية الكبرى دعمها لأوكرانيا.
وأعلنت المملكة المتحدة الأحد إجراءات لمنع استيراد صناعات روسية وزيادة الرسوم الجمركية عليها ولا سيما البالاديوم والبلاتين.
وقررت مجموعة السبع خلال اجتماع افتراضي الأحد وقفا “تدريجيا” للنفط الروسي. وأعلن البيت الأبيض في بيان أن “مجموعة السبع بكامل أعضائها تعهدت اليوم الحظر أو الإلغاء التدريجي لواردات النفط الروسي”. وأضاف أن هذا القرار “سيوجه ضربة قوية للشريان الرئيس الذي يغذي اقتصاد بوتين ويحرمه من العائدات التي يحتاجها لتمويل الحرب”.
على صعيد الاتحاد الأوروبي، تواصل الدول الأعضاء مفاوضات مطلع الأسبوع لرفع آخر العوائق أمام مشروع حظر أوروبي على النفط الروسي الذي تلجمه المجر.
والتقت السيدة الأميركية الأولى جيل بايدن نظيرتها الأوكرانية اولينا زيلينسكا في مدرسة في أوكرانيا، في حين أن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو قام بزيارة غير معلنة إلى بلدة إيربين في ضاحية كييف التي لحق بها دمار كبير جراء المعارك.