مطلوب للقضاء فجر نفسه بقنبلة يدوية في ذي قار
اغتال مجهولون وسط مدينة العمارة مركز محافظة ميسان الجنوبية، أمس، عباس دينار الشويلي العنصر البارز والقيادي في «سرايا السلام» الجناح العسكري لـ«التيار الصدري». وأفادت الأنباء الواردة من هناك بأن قائد عمليات ميسان اللواء الركن محمد الزبيدي «أمر بمحاسبة ضباط قاطع شرطة البلدة، وضباط القاطع المذكور وتشكيل مجلس تحقيقي بحقهم»، على خلفية الحادث.
ويسيطر «تيار الصدر» على معظم مفاصل المحافظة بالنظر إلى تولي القيادي في «التيار»، علي دواي، منصب المحافظ منذ أكثر من 10 سنوات. وفيما لم يصدر عن الجهات الرسمية أي تفاصيل عن أسباب الحادث أو الجهة المنفذة، يميل بعض المصادر إلى ربط عملية الاغتيال بعملية مماثلة تعرض لها القيادي في حركة «عصائب أهل الحق» وسام العلياوي، في عام 2019، ويُتهم عناصر من «التيار الصدري» بتنفيذها. وكان الأمين العام لـ«العصائب» قيس الخزعلي، قد دعا، في فبراير (شباط) الماضي، مقتدى الصدر إلى البراءة من قتلة حسام العلياوي شقيق وسام. وقال الخزعلي حينها إن «اليد التي اغتالت حسام العلياوي، هي نفس اليد التي اغتالت أخاه وسام العلياوي».
من جهة أخرى، يواصل كثير من المدونين والناشطين العراقيين في منصات التواصل المختلفة، متابعة التطورات الدراماتيكية التي انتهت إليها، أول من أمس، عملية إلقاء القبض على حكيم الزيدي المتهم بقتل الضابط العميد علي جميل بعد تدخله لفض نزاع عشائري قبل نحو أسبوعين، ذلك أن المتهم قام في لحظة تطويق منزله من قبل قوة أمنية ببث حي عبر هاتفه الشخصي من على سطح المنزل المتهالك، وخلال ذلك كان يكيل السباب والشتائم للحكومة وقواتها وللعشائر (التي خذلته)، وكان يؤكد وهو يحمل سلاحاً رشاشاً أنه لن يستسلم للقوة الأمنية قبل أن يموت وأخوه الذي يقف إلى جانبه في المعركة.
وفي تطور لاحق، أظهر بث فيديو آخر، المتهم وهو يحتجز أحد أبنائه للحيلولة دون إطلاق النار أو إلقاء القبض عليه، قبل أن تعلن الجهات الأمنية مصرعه وجرح اثنين من الضباط بعد أن قام بتفجير قنبلة (رمانة) يدوية. وبعد انتهاء عملية التطويق بمقتل المتهم، أعلنت خلية الإعلام الأمني تفاصيلها التي جرت في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار الجنوبية، بأن المقتول كان «داخل داره وبحوزته أسلحة خفيفة ومتوسطة وقنابل يدوية، ويستخدم أفراد أسرته دروعاً بشرية». ولفتت إلى أن القوات الأمنية «تمكنت من تطويق الدار وعزل الأطفال والنساء عنه، وأقدم المتهم على تفجير رمانة (قنبلة) يدوية، أدت إلى مقتله، وإصابة اثنين من ضباط القوة المنفذة للواجب، كانا على مقربة منه». وفي خبر لاحق، أكدت مصادر طبية وعسكرية أن العقيد الركن فهمي حسين فقد إحدى عينيه بعد تفجير القنبلة اليدوية من قبل المتهم. وفي تطور لاحق، نفى الشيخ لازم جيجان الحلفي، شيخ العشيرة التي ينتمي إليها العميد علي جميل أن يكون قد قتل على يد حكيم الزيدي، الأمر الذي قد يتسبب في مشكلة عشائرية جديدة. وقال الحلفي، في بيان إن «الشخص الذي ظهر اليوم للإعلام ليس قاتل العميد علي جميل، لكن هناك أجندة إعلامية صورته على أنه كذلك. إن المجرم الذي ظهر ينتمي إلى عشيرة بني زيد؛ وهو أحد أطراف النزاع الذين صدرت بحقهم مذكرات قبض».
وأضاف أن «الشخص الذي ظهر لم يكن متهماً بقتل العميد؛ وإنما متهم بإثارة النزاع العشائري، والشخص الذي نفذ عملية اغتيال العميد الحلفي من عشيرة عبودة، وقد أقرت عشيرة عبودة بذلك قبل منحهم العطوة، وما زالت التحقيقات مستمرة في قضية اغتيال العميد من قبل الجهات المختصة»
. يذكر أن معظم محافظات العراق الجنوبية تعاني منذ سنوات طويلة من الصراعات العشائرية شبه اليومية والتي يذهب ضحيتها عشرات الأشخاص سنوياً من دون أن تجد السلطات الحكومية الطريقة المناسبة لردعها واحتوائها.